كانت الشابة أوبعوز زينبة التي تسكن بدوار أيت يكو التابع لجماعة ناوور تعد الأيام و الليالي التي تفصلها عن حفل زفافها بصبر كبير ، كانت كلما فكرت في خطيبها الذي دخل قلبها و سكن فيه منذ أول نظرة إلا و تمنت أن تنصرم الايام و تختزل المساطر لتركب على العمارية إلى جانب زوجها وسط أهازيج صديقاتها و قريباتها و زغاريدهن تحت ومضات المصور و هو يقتنص أحلى لحظة تنتظرها كل فتاة في حياتها . كان خطيبها الشاب لا يقل عنها حماسة و رغبة في استكمال إجراءات التوثيق و الإعداد وكله تفكير في اللحظة التي ستجمعه بالفتاة التي اختارها لتكون رفيقة دربه تؤنس وحدته و تملأ حياته بالدفء و الحنان و المودة ، لكنه بقدر ما كان حريصا على الإسراع في تحديد موعد الزواج بقدر ما كان ملتزما بالشكليات التي تفرضها بعض الاسر على أبنائها قبل دخول قفص الزوجية ومنها شهادة العذرية . رحبت الفتاة زينب بالفكرة فما الذي يمنعها من الذهاب إلى الطبيب و الحصول على شهادة العذرية و هي العذراء العفيفة التي صانت عرضها و نأت بنفسها عن كل ما يمكن أن يسقطها في الرذيلة ، فاتفقت مع خطيبها على الذهاب إلى الطبيب( بح.) في شارع المسيرة الخضراء بالقصيبة ، دخلا إلى الطبيب و هما متأكدان بأنهما محتاجان فقط لوثيقة تقدم إلى الاهل من أجل سد الأفواه و اتقاء الشبهات . حصل الشابان على الشهادة دون أن ينتبها إلى مضمونها و دون أن يخبرهما الطبيب بنتيجة الفحص فخرجا و الحبور يملأ قلبيهما دون أن يعلما أن الطبيب خط بخط أحمر نهاية قصة زواجهما فكان لا بد من أن يفترقا و تنقلب المحبة إلى بغضاء و المودة إلى عداوة مستحكمة .. بعد استكمال وثائق الزواج مثل الشابان أمام القاضي للموافقة النهائية على زواجهما ، كان القاضي يتفرس في الوثائق و يدقق فيها قبل أن يتوجه إلى الفتاة بكلمة نزلت عليها كالصاعقة حينها أخبرها بأنه لا يمكنها الزواج قبل وضع مولودها بعد ستة أشهر لأنها حامل في شهرها الثالث .. كان هول الصدمة كبيرا على الشاب الذي لم يصدق ما سمعه من القاضي حاولت الشابة أن تعترض و تؤكد أنها غير حامل و أنها بكر لم يمسسها إنس ، لكن القاضي أكد بنبرة صارمة بكون الفحص الطبي يؤكد الحمل و فقدان العذرية . فسخ الشاب الخطوبة و مزق وثائق الزواج و تألم كثيرا قبل أن يحمد الله الذي بعث إليه بالطبيب لنجدته من الزواج من ثيب حامل في شهرها الثالث .. انتشر الخبر كالنار في الهشيم بين بيوت القرية و بين أفراد العائلة و تحولت زينب إلى لقمة تلوكها ألسنة السوء و تتابعها نظرات الشماتة أينما حلت و انتقلت ، كانت كلما عادت إلى بيتها استسلمت للبكاء و النحيب و تزاحمت الأفكار السوداء في ذهنها و حتى أن فكرة إنهاء حياتها راودتها مرات عديدة ، فكل الاحلام تحولت إلى كوابيس تطاردها في نهارها و ليلها و الشاب الذي حلمت بها زوجا تخلى عنها و على وجهه نظرات حزن عميق و لوم و عتاب .. استجمعت زينب قواها و استرجعت أنفاسها ، فهي متؤكدة أنها بريئة و عذراء مهما سود أطباء العالم شهاداتهم و مهما شهدوا أنها فاجرة حامل سفاحا ، لذلك توجهت رفقة أسرتها إلى الطبيب (بن.) في ذات الشارع دون أن تخبره بما تول إليه زميله فأكد لها أنها عذراء و عندما طلبت منه أمها أن يتأكد مما إذا كانت حامل في الشهر الثالث ارتسمت على وجهه ابتسامة ساخرة و أكد لها أنها بكر و لا أثر لأي حمل عليها. الشابة أبعوز زينبة و بعد حصولها على الشهادة الطبية التي تثبت عذريتها و خلوها من أي حمل تقدمت بشكاية لدى السيد وكيل الملك بمحكمة قصبة تادلة ضد الطبيب الذي ارتكب في حقها خطأ طبيا فادحا دمر زواجها و أساء إلى سمعتها و سمعة أسرتها و أدخلها في معاناة نفسية عميقة . ابراهيم بنحسو البوابة تتوفر على نسخ من : - شكاية المعنية إلى السيد وكيل الملك - شهادة طبية مكتوب بها وجود الحمل