في الآونة الأخيرة أصبح الهم الوحيد لدى ساكنة مدينة بني ملال هو الانفلات الأمني وعجز ولاية الأمن بهذه المدينة من المحافظة عليه،إذ يعاني المواطن من مختلف أنواع السرقات بواسطة السلاح الأبيض وفي واضحة النهار أمام مرأى ومسمع رجال الأمن الذين يصولون ويجولون في مختلف أحياء المدينة بدورياتهم . وتجدر الإشارة إلى أن السرقة وهجوم المجرمين على المواطنين في الشارع العام واقتحام بيوت الغير لم تسلم منها حتى شخصيان نافذة في المدينة ،إذ تم الاعتداء على رجل القوات المساعدة في الطريق المؤدية ثكنة المخزن المتنقل السادس قرب ثانوية موحى وحمو التأهيلية ناهيك عن سرقة فيلات لمسؤولين في سلك القضاء والمحاماة ومواطنين عاديين.أما سرقة السيارات فحدث ولا حرج ،حيث تمت سرقة سيارة من نوع فياط أونو في ملكية عدل بالمدينة وبعد البحث والتحريات التي قام بها صاحب السيارة وأفراد من عائلته تم العثور عليها مفصلة إلى قطع و أجزاء بمرأب بمنطقة تابعة للنفوذ الإداري لجماعة تاڭزيرت تعود ملكيته للمسمى دهمون المعروف بسوابقه العدلية وإجرامه الكبير لدى ساكنة أيت يكو ، وعند اتصال مالك السيارة برجال الدرك التابعين لسرية زاوية الشيخ وإشعارهم بالمجرم ومكان تواجده أشار رجال الدرك على المشتكي بمحاولة القبض على المجرم وإعلامهم قصد اعتقاله. ومن هنا يتضح جليا كون رجال الدرك عاجزين عن اعتقال مجرم خطير أو تسترهم عليه مقابل شيء لا يعلمه سوى الله . كما أن ساكنة أحياء جنان الطاهر ورياض السلام و أيت تسليت فبات تنقلهم من مركز المدينة إلى بيوتهم مستحيلا دون اللجوء إلى خدمات سيارات الأجرة الصغيرة ،هذه الأخيرة التي يتعرض سائقوها باستمرار للسرقة والاعتداء الجسدي. إشارة أخرى وهي حادث الهجوم على رجل تعليم، وبالضبط أستاذ للتربية البدنية حوالي الساعة التاسعة ليلا قرب مقر الملحقة الإدارية الأولى ببني ملال ، من طرف مجرمين أمام مرأى رجل القوات المساعدة المكلف بحراسة مقر الملحقة الإدارية . هذا الأخير لاذ بالفرار إلى داخل الملحقة مغلقا بابها ومطفئا أنوارها دون اتصاله برجال الأمن لنجدة الأستاذ الضحية الذي تلقى شوطا من الضربات بواسطة السلاح الأبيض محدثة له جروح على مستوى الرأس واليد تطلبت خياطتها بمستعجلات المستشفى الجهوي ببني ملال زهاء ساعتين من الوقت. أمام هذا الانفلات الأمني الرهيب الذي يقض مضاجع المواطن وصمت السلطات الإقليمية الأمنية التي تقف وقفة متفرج . واعتبارا كذلك لعجز الدولة بمختلف مؤسساتها على توفير وصيانة الحق في السلامة البدنية لمواطنيها تبقى الأسئلة التالية تفرض نفسها وتتطلب أجوبة شافية ومقنعة من طرف السيد والي الأمن والقائد الجهوي للدرك الملكي بمدينة بني ملال ويتعلق الأمر ب : 1. هل ينحصر دور الأجهزة الأمنية في مراقبة السير وضبط الحركات الاحتجاجية ؟ 2. أليس بمقدور ولاية الأمن عقد ندوة صحفية لتوضيح برنا مجها وما قامت به للحفاظ على أمن وسلامة المواطن ؟ 3هلا فتح السيد القائد الجهوي للدرك الملكي تحقيقا مع سرية زاوية الشيخ حول تقصيرها في اعتقال المسمى دهمون والمعروف لديها بإجرامه وسوابقه ؟ وفي الختام أهيب بجمعيات المجتمع المدني الجادة وعلى رأسها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالانخراط في فعل نضالي من أجل أمن وسلامة المواطن الملالي . وتحية عالية وتقدير خاص لشباب حي أوربيع الذين يقومون بدوريات ليلية لحراسة حيهم إذ سبق لهم في نفس هذه الفترة من السنة الماضية أن أوقفوا مجرم خطير صدرت في حقه مذكرة بحث وطنية بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد وسلموه لرجال الأمن. وها هم اليوم يقومون بنفس العمل ترقبا لأي مكروه خاصة وأن عيد الأضحى المبارك على الأبواب حيث تكثر سرقة المواشي. وكمواطن أطلب من السيد الوكيل العام للملك بمحكمة الاستيناف ببني ملال بصفته ممثلا للحق العام بالتدخل الفوري والعاجل للضرب على يد كل مجرم سولت له نفسه الاعتداء على راحة الغير وممتلكاته.