باسم الله الرحمن الرحيم. يا أيها الذين امنوا إن استطعتم أن تنفذوا في أقطار السماوات والأرض فانفذوا ولا تنفذون إلا بسلطان صدق الله العظيم يحتفل العم سام اليوم العشرين من يوليوز ألفين وتسعة بنزوله أول مرة سطح القمر... اليوم سيطفئ العم سام بهذه المناسبة أربعين شمعة... القمر عند العم سام كوكب مضيء في الفضاء، والوصول إليه شاق، وبسلطان... قبل أن يطير العم سام إلى القمر، أخذ العبرة من ابن بن عم عمنا عباس بن فرناس... تربع الأرض في الشرق الأقصى والأدنى والأوسط ولقرون طوال، بالليل والنهار، جالس الفقهاء والعلماء، ترجم عنهم كتب السماء، انهال من علوم الحساب،والجبر والفلك، والتنجيم والجغرافيا في كتب الأبهري وجابر بن حيان والبيروني... وابن سينا والخوارزمي والفارابي... وابن بطوطة وابن خلدون تبحر في كتب الأطباء وعلماء الاجتماع والفلاسفة، استظل تماثيل الزعماء في التاريخ، وجاب كل الأسوار والأبراج في بلاد فارس والشام ، وجاب كل الحضارات وأخذ لنفسه حمام شمس، في سوق عكاظ استمتع بسماع شعراء الجاهلية عشاق القمر... والنبيذ في الأقداح أبيض وأحمر... جرب العم سام الطريق إلى الفضاء في الكلاب والقردة كلها ماتت في الطريق، لم يستسلم العم سام ولم ييأس، كما فعل ابن بن عم عمنا ابن فرناس..؟ ظل يشتغل على الدوام وجهه إلى السماء... و شعاره إما أنا أو القمر، ويشدو مطلع زجلية " يا ما القمر عل الباب..." وطأ العم سام القمر بالقدم، وبات فيه ليلة واحدة... سبح فيها للخالق وما خلق... ثبت على أرضه راية الوطن... وأنشد تحية العلم... وقام بنزهة في الكوكب راجلا على الهواء استجمع حفنة التراب وبعض الحجر، وولى أدراج الفضاء ونحن العرب المسلمين في هذه المناسبة وفي كل المناسبات مختلفين، قوم يصدق هبوط الإنسان على سطح القمر وقوم يكذب... من نصدق؟ من نكذب؟ من نسأل؟ أين الفقهاء؟ أين العلماء؟ أين المؤرخين؟ لا أحد. أين الإذاعة والتلفزة هل تزف إلينا الجواب في أخبار المساء ؟ والصحف هل كتبت شيئا في الموضوع وفي أي صفحة ؟... لا جواب... برامج الإذاعة والتلفزة ليست هنا... ذهبت إلى الحمام، ستعود بعد أيام، سنطرح عليها السؤال فور رجوعها إلى المقام... والبرمان ألا يسأل؟ تفضلوا إلى قاعة الانتظار، فالقوم هنا نيام... ومن قبل أن ينام أهل الكهف... استيقظ أهل الكهف وهم ما زالوا نيام... إذا سمحتم سنترك في قاعة الانتظار من ينوب عنا في السؤال... نحن على استعجال، نريد جواب السؤال... فباراك اوباما سيعلن بعد قليل عن بداية الاحتفال، سنوجه للحكومة السؤال وعلى استعجال، نسينا الحكومة، الحكومة خرساء اليس لديها وزيرا ناطقا ورسميا؟ والصحف ألا نعيد عليها السؤال ؟ ليس اليوم ربما في الغد أو بعد الغد، ومن الأحسن أجلوا السؤال إلى السنة المقبلة، بمناسبة الذكرى الواحد والأربعين على وصول الإنسان القمر، وقتها سيكون العم سام فات القمر وحط في المريخ وستزودكم الصحافة بجواب مفصل يشمل حقيقة كل ما أجراه وسيجريه الإنسان في الفضاء... وسيكتبون أن العم سام لم يسافر لوحده إلى القمر وان العمين تشيرنينكوف و بابلوف هما الآخر سافرا إلى القمر وغزا كل الفضاء... وسيخلطون الأوراق على السؤال ويضيفونكم سؤال أخر من سبق إلى الفضاء هل السوفييت أم الأمريكان وتشتد عقدة الخلاف فهذه الأيام لا تعولوا على الجرائد... فقد باتت تطبع على بياض... من نسأل إذن؟ علي بابا يمكن أن يكون لديه الجواب... اسألوه...استعجلوه في الجواب... علي بابا مات... وترك الأربعين حرامي هم الآن مشغولين لا يهمهم إن وصل الإنسان إلى القمر أو فات القمر إلى حد القفار... ينحتون التماثيل والأصنام، سيزينون بها واجهات مكاتب مجالس جهاتهم وأقاليمهم، ومجالس القرى والمدن وكل المدن... فمعذرة... عودوا المرة والمرات المقبلة ... أو من الأحسن لا تعودوا بالمرة لقد سجلنا السؤال... سنوافيكم بالجواب كتابة ارحلوا... وأسرعوا... لتقدمون التهاني للعم سام ولباراك اوباما قبل إن يبدأ الاحتفال.... وتباركون لهما إن شاء الله النزول على سطح المريخ وزحل... وكل الكواكب في المستقبل. المصطفى