لاشيء يميز هذه الدار عن المنازل المهجورة سوى العلم اليتيم الذي يرفرف فوقها فأبوابها موصدة و نوافذها مغلقة و لا شيء يدل على الحياة فيها ، أصبح المكان هادئا و صامتا كالمقبرة فلم يعد المار أمام الدار يسمع صيحات الشباب المنشرحة الذين كانت الدار دارهم الثانية أيام الطيب الذكر بوصبري ، يلعبون الكرة الطائرة أو مضرب الطاولة أو الشطرنج ، لم يعد بالإمكان سماع أغان قدمها فنانون كبار كانوا يبرمجون القصيبة ضمن جولاتهم الفنية ، لم يعد الشباب يجدون من يهتم بهم و ينظم فرق الأحياء التي كانت متنفسا كبيرا لأبناء القصيبة ..فيبدو أن أشباحا تسكن المكان و جعلت المدير لا يطيق فيه مقاما لذلك تجده في كل مكان إلا في دار الشباب الزرقطوني ..قبل شهور حاولت فنانة قصيبية عرض لوحاتها في قاعة دار الشباب لكن المدير اختلق كل الأعذار و وضع مختلف القيود لمنعها من ذلك بدعوى أن المكان غير آمن، هل كان يعني أن المكان مسكون بالأشباح و الجن ؟لولا تدخل المندوب الإقليمي لوزارة الشباب و الرياضة مشكورا لعرضت الفنانة لوحاتها في الشارع كما أوصاها المدير أليس في القصيبة فقهاء ليقرؤا القرآن و ينشروا الأبخرة لتحرير المكان و فتح الدار في وجه أبناء القصيبة الذين لم يعد لهم ملاذ إلا الشارع ؟؟؟