أكد د. لحسن الداودي وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر من خلال جوابه على سؤال شفهي آني بمجلس النواب يوم الإتنين 13 فبراير الجاري 2012، طرحه فريق حزب العدالة والتنمية حول ما هو وضع قيمة المنح الجامعية وتعميمها في سياسة وبرنامج الحكومة، فقد أكد الوزير بداية أن مشروع التعميم يهم فقط الشرائح الفقيرة والمتوسطة، وأوضح قائلا: أنه ليس هناك تعميم يشمل الفقراء والأغنياء، ولا يمكن لذلك أن يكون، حيث اعتبر أن المنحة ليست أجرة بل هي دعم لتكافؤ الفرص، لتمكين الفقير من ولوج الجامعة، كما شاطر الوزير ما جاء في السؤال، كون المنحة المخصصة لا تسمن ولا تغني من جوع، مبينا في المقابل كاستثناء، على أن الدعم والخدمات الاجتماعية الموجهة للطلبة لا تقتصر فقط على المنح بل تشمل مناحي أخرى خاصة الإيواء والتغذية، حيث يستفيدون من التغذية بأداء 1,40 درهم للوجبة، بالرغم أن تكلفتها هي 30 درهما، وسكن ب 40 درهم للشهر، وهو ما اعتبره الوزير وضعا يجب أن لا نعود عليه الطلبة كونه غير منطقي، موضحا في هذا السياق أنه ينبغي أن تقدم للطالب منحة في المستوى، ويؤدي في المستوى لكي يعيش واقعه. وذكر الوزير أن الدولة لم تصل بعد إلى تعميم المنحة على الفئات المحتاجة، ومن خلال برنامجها فقد أكد الوزير عزم الحكومة على تحقيق ذلك عبر مراحل، مع الزيادة في قيمة المنحة، وذلك موازاة مع عملية بناء وتوسيع الأحياء الجامعية، استجابة للطلب المتزايد على السكن. ويضيف الوزير مصرحا، أنه نظرا لأهمية ذلك كله في تحسين الظروف الاجتماعية للطالب، قد عملت الوزارة من خلال المكتب الوطني للأعمال الجامعية الاجتماعية والثقافية على وضع برنامج يتمثل في بناء 14 حي جامعي جديد وتوسعة 8 أحياء من بين 19 المتواجدة، إذ من شأن هذا البرنامج أن يرفع الطاقة الإيوائية إلى 70 ألف سرير خلال الموسم الدراسي الجامعي المقبل أي بزيادة 100%، كما سترتفع الطاقة الإيوائية بثلاثة أضعاف حيث ستصل إلى 100 ألف سرير خلال السنوات الثلاث المقبلة، وذلك بهدف تقليص الفارق بين العدد المتزايد للطلبة الممنوحين والطاقة الإيوائية. ومن أهم ما ميز كلمة تصريح الوزير كذلك، هو ما ذكره من أرقام تتعلق بجانب المنح، حيث تم تخصيص 76455 منحة جديدة برسم الموسم الدراسي الحالي أي بزيادة 24% عن الموسم الماضي الذي عرف تخصيص 57850 منحة. مما سمح بتغطية 82% من الطلبات المودعة هذه السنة على المستوى الوطني. وبذلك انتقل العدد الإجمالي للممنوحين من 126402 برسم الموسم الجامعي 2009 2010 إلى 145776 برسم الموسم الجامعي 2010 2011 . ويتوقع أن يصل العدد برسم السنة الحالية إلى ما يقارب 178900 منحة. كما تم تخصيص 1000 منحة لأبناء الجالية المغربية المقيمة بالخارج ابتداء من السنة الجامعية 2009 2010. وبذلك فإن الميزانية المخصصة للمنح برسم سنة 2012 قد عرفت تطورا قدر ب 27% مقارنة مع سنة 2011، حيث انتقلت من 520 مليون درهم إلى 710 مليون درهم. وفي الختام نبه الوزير، إلى نقطة بالغة الأهمية في البعد الاستراتيجي للبلاد، حينما ذكر أن دائرة الانفتاح العلمي عندنا جد ضيقة مقارنة مع دائرة الانفتاح الاقتصادي، ليشدد بذلك على أهمية وضرورة ذلك النوع من الانفتاح، مركزا بالقول، لا بد من توسيع دائرة الانفتاح العلمي حتى لا يضل المغرب بلدا مستهلكا.