ألغى الرئيس اليمني علي عبد الله صالح فكرة سفره للعلاج في الخارج، بحسب تصريحات قيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام نقلتها صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية. وبحسب الصحيفة، فإن صالح قرر البقاء في اليمن بسبب اتساع رقعة الاحتجاجات المناهضة لنظامه في مؤسسات مدنية ووحدات عسكرية هامة على رأسها الحرس الجمهورين نقلا عن تقرير لقناة "العربية". فيما ذكرت صحيفة "الوطن "السعودية أن الرئاسة اليمنية أكدت أن الرئيس صالح وأسرته باقون في البلاد ولن يغادروا إلى أي جهة كانت. ونفت مصادر رئاسية نية صالح مغادرة البلاد بعد الانتخابات الرئاسية المبكرة المتوقعة في 21 فبراير/شباط المقبل، واعتبرت أن ما تردد حول هذا الأمر أقاويل لا أساس لها من الصحة. وإلى ذلك، قال مكتب اللواء علي محسن الأحمر قائد الفرقة الأولى مدرع إن صالح وأقربائه ما زالت لديهم الرغبة الجامحة لتفجير الأوضاع وعدم الانصياع للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية. حزب صالح يهدد بمقاطعة الانتخابات ومن ناحية أخرى، هدد حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه الرئيس اليمني بعدم دخول الانتخابات الرئاسية المبكرة التي دعت إليها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية إذا لم يتم تنفيذ كامل بنود المبادرة "بحذافيرها". وقال الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر ورئيس كتلته البرلمانية سلطان البركاني, إن المضي للانتخابات الرئاسية مرتبط بتنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها بحذافيرهما، مؤكداً بأنه لا يمكن إجراء انتخابات في ظل استفزازات وخروقات من قبل أحزاب اللقاء المشترك. وأشار البركاني الى وجود أفكار بهذا الموضوع بالتشاور مع الشركاء الدوليين. وكان قد نشب خلاف داخل قبة البرلمان بين النائبين البركاني "المؤتمر", وعلي العنسي "التجمع اليمني للإصلاح" حول عملية الترشيح للانتخابات الرئاسية المبكرة المقرر إجراؤها في 21 فبراير/شباط المقبل, حيث اعترض العنسي على اقتراح بانتخاب هادي من قبل مجلسي النواب والشورى بالقول إن المبادرة وآليتها التزام على كل الأطراف لا ينبغي التنصل منها في تأكيد على ضرورة إجرائها مباشرة من الشعب في حين أصر البركاني على تنفيذ المبادرة في هذا الشأن حيث تنص على أن يكون هادي مرشحا توافقيا. وفي غضون ذلك دعا نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي حكومة الوفاق الوطني إلى نبذ الانتماء الحزبي أو المناطقي في مهامها المستقبلية قائلا: "هذا مرفوض نهائيا وأنتم قد أديتم القسم الدستوري باسم الشعب اليمني كله". ووفقا لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ" فقد أكد هادي خلال اجتماعه اليوم بحكومة الوفاق الوطني التي يترأسها محمد سالم باسندوة أن تشكيلها جاء من "أجل الشعب بكل ما يحفظ له حقه في الاستقرار والأمن والوحدة والسكينة العامة والعمل بكل ما يمكن عمله من أجل إخراج اليمن إلى بر الأمان باعتباركم الآن تمثلون حكومة مرحلة جديدة تمثلون فيها الشعب والجماهير العريضة وليس الأحزاب أو التوجهات السياسية". وشدد نائب الرئيس اليمني على أن الجميع مسؤول عن تجنيب اليمن ويلات المحن والصراعات والحروب.. مؤكدا أن المجتمع الدولي قد أعطى اليمن فرصة كبيرة وعظيمة لم تعط لأحد مثلما أعطيت لليمن لأسباب أساسية استراتيجية على المستوى الإقليمي والدولي وذلك نابع من استشعار المجتمع الدولي أن أي حرب أهلية في اليمن أو تخلخل لبنية اليمن ستترك أثرا بالغا على مستوى المنطقة والعالم، مضيفا: "ولتلك الأسباب فحكومتكم مدعومة شعبيا وإقليميا ودوليا وهو مالم تحزه حكومة من قبل".