من أولى تداعيات الصراع المحتدم بين حزب العدالة والتنمية الحائز على منصبين في انتخابات 25 نونبر الماضي وحزب الحركة الشعبية بمدينة بني ملال، تبادل الاتهامات بين رئيس المجلس البلدي لبني ملال العائد إلى حضن حزب السنبلة بعد تجربة قصيرة قضاها بحزب البام، والغازي لبريديا ابن حزب المصباح الذي اعتبر في تدخله أمام والي الجهة محمد دردوري أن الوضعية التي تعيشها المدينة كارثية، وعزاها إلى مشاكل التسيير التي تعتري المجلس البلدي. وزاد حدة التوترات، تدخل رئيس المجلس الإقليميلبني ملال عبد الغني مكاوي، عضو المجلس البلدي الذي لخص مشاكل البلدية في الفوضى العارمة التي تعرفها مكاتب الموظفين التي تعيش عطالة دائمة لمراكمة الرئيس جميع السلط في يديه، ما لم يرق رئيس المجلس البلدي الذي اتهم محاوره بالغياب المتكرر عن جلسات المجلس، بل قال إنه لا يحضر إلى البلدية إلا متأبطا تصاميم لمشاريعه السكنية المتعددة ببني ملال ناسيا هموم المواطنين الذين يحتاجون إلى من يخدمهم. وترأس والي جهة تادلة أزيلال وعامل إقليمبني ملال، أخيرا، بمقر الجهة، اجتماعا خصصه لإعطاء انطلاق برنامج التأهيل الحضري 2011-2013 لمدينة بني ملال. وأفادت مصادر مطلعة، أن الاهتمام والنهوض ببرنامج التأهيل الحضري لبني ملال بعد المصادقة عليه من طرف جميع الوزارات، والمقدر قيمته المالية ب 100 مليار سنتيم برمجت على مدى 3 سنوات، يأتي في طليعة اهتمامات المسؤولين عن المدينة، سيما أنه منبثق عن المخطط الجماعي للتنمية الذي تم إنجازه في إطار من التنسيق والتعاون بين مكونات المدينة وفق مقاربة تواصلية وتشاركية ساهمت فيها 7 وزارات، إضافة إلى المجلس الإقليمي ومجلس الجهة والولاية والمجلس البلدي. وأضافت مصادر متطابقة، أن برنامج التأهيل الحضري يضم 39 مشروعا، كما ورد في كلمة والي جهة تادلة أزيلال محمد الدردوري الذي تحدث عن إكراهات حالت دون ارتقاء المدينة باعتبارها عاصمة الجهة. كما استغرب ضعف المؤهلات الجبائية والتحصيل الضريبي والمقدر قيمته ب2 مليون درهم مقارنة مع عمالة الفقيه بن صالح الفتية التي يقدر فائضها ب2 مليار سنتيم، مشددا على وجوب وضع برنامج شامل لتأهيل المدينة، مع تكوين لجنة للتتبع للحيلولة دون استغلال البرامج التأهيلية في المناسبات الانتخابية. من جهته، تحدث رئيس المجلس البلدي أحمد شد في كلمته عن بعض الإنجازات المحتشمة التي لا ترقى إلى تطلعات السكان مشيرا في السياق ذاته إلى وجود أياد خفية تسعى إلى الحيلولة دون أجرأة المشاريع على أرض الواقع، داعيا إلى التعاون لتحقيق المأمول بدل ما أسماه «المعارضة من أجل المعارضة». بعدها، تناول الكلمة بعض المتدخلين الذين عددوا مشاكل المدينة كاحتلال الملك العمومي وتنامي وتيرة البناء العشوائي وتفويت دكاكين لغير مستحقيها وتوقف الأشغال بالمجزرة البلدية التي صرفت عليها ملايين الدراهم، دون أن تنطلق الأشغال بها، ما يتطلب الحسم مع المتلاعبين في مصير المدينة.