أول ما يثير انتباه زوار القصيبة كما ساكنيها أن الإهمال و التهميش لم يتركا جانبا في المدينة إلا و أصاباه من البنية التحتيةو الصحة إلى مرافق الرياضة و الثقافة ، فدار الشباب التي كانت فيما مضى مؤسسة لتكوين الفنانين والرياضيين وتربية الناشئة بدنيا من خلال مباريات كرة القدم لفرق الأحياء وكرة السلة وكرة الطاولة حيث أن ما كان ينقص المدارس في هذا المجال كان الأطفال يجدونه في دار الشباب، وفكريا من خلال العروض التي كانت تنظمها الجمعيات التي كانت تنشط في هذه الدار أو النادي السينمائي الذي كان يعرض أفلاما ثقافية تليها مناقشات كانت لها فائدة عظيمة على الناشئة وبذلك كانت تبتعد عن كل ما هو ضار بالصحة وتنسج علاقات بين الشباب وفي هذا المجال سأحكي لكم قصة وقعت لأحد رواد هذه الدار: " كتب لأحد شبان القصيبة أن يتابع دراسته في فرنسا، في بداية مشواره بالكلية لم يكن يعرف أحدا مما أثر عليه وبدأ يحس بالغربة، إلا أنه في يوم ما كان يتجول في نادي الحي الجامعي فوجد طلبة يلعبون كرة الطاولة وبما أنه تدرب على هذه الرياضة بدار الشباب الزرقطوني فقد استطاع أن يدخل في اللعبة وبذلك تعرف على مجموعة من الشباب وكانت هذه وسيلته في الاندماج"، أما الآن فقد تدهورت الأمور وأصبحت الدار عشا للطيور كشجرة خالية على عروشها، فما هو دور وزارة الشبيبة والرياضة وما هو دور المجلس البلدي، والذي بالمناسبة يضم مجموعة من أساتذة التعليم، بالنهوض بهذه الدار؟ لقد حان الأوان لكي يستجمع الشباب القصيبي هممه للاحتجاج على هذه الوضعية، والمطالبة بتعيين موظفين أكفاء بهذه الدار لتفعيلها حتى تعود إلى أيام العز التي كانت تتبوؤها.