أثار ملف المريض سعيد الشافعي نزيل المستشفى الجهوي بجناح الأمراض العقلية ببني ملال، الذي وضع في إحدى الغرف بعد سقوطه من الطابق الرابع للمستشفى، استنكار جمعيات حقوقية ومدنية وأفراد عائلته الذين طالبوا المسؤولين بالمدينة بالتدخل العاجل لإنقاذ حياته وتقديم العلاجات الضرورية لإنقاذ رجله من عملية بتر باتت وشيكة. أفادت مصادر مطلعة، أن الضحية سعيد الشافعي ما زال يوجد بالمستشفى الجهوي ببني ملال الذي نقل إليه من طرف شرطة المقاطعة الرابعة بتاريخ 11 يناير الماضي بعد إيقافه وتحرير محضر في الموضوع. وأضافت مصادر متطابقة، أن الطبيب المداوم بالمستشفى حرر تقريرا بعد معاينة حالته الصحية المتدهورة، إلا أن أحد الممرضين حاول التخلص منه بإخراجه من المستشفى بدون وجه حق، ودون أن تتبين لأسرته دوافع تصرفاته " اللامسؤولة" التي تنم عن احتقار واستهتار بحياة المواطنين. وأكد أخو الضحية في رسالة، توصلت الصباح بنسخة منها، أن الوضع اللاإنساني لأخيه بالمستشفى دفعه للسقوط من الطابق الرابع، ما نتج عنه كسور ورضوض مختلفة في أنحاء جسده. وخلف سقوط الضحية استياء العاملين بالمستشفى الذين استنكروا ما يقع فيه من استهتار بحياة المرضى الذين كان من الأولى الاعتناء بهم وحمايتهم من الأخطار المحدقة بهم. و لم يمر سقوط الضحية سعيد الشافعي دون أن يثير تساؤلات عائلته التي لم تستسغ ارتماء ابنها من الطابق الرابع دون مبرر يذكر، وبالتالي انتابتهم شكوك حول فرضية محاولته الانتحار، لأن الحال لا يستدعي ذلك. وما ضاعف ألم أسرته، يضيف المصدر ذاته، أن الضحية تعرض للإهمال والنسيان بعد نقله إلى قسم الأمراض العقلية في شروط أقل ما يقال عنها إنها لا إنسانية بدعوى أنه مريض عقليا دون إحالته على قسم جراحة العظام لتلقي العلاجات الضرورية ما عرض حياته للخطر، إذ صار من الممكن بتر رجله اليمنى. واستغرب أخو الضحية، سبب رفض إجراء عملية جراحية لعلاج رجل أخيه إسوة بنزلاء المستشفى الذين يتلقى بعضهم علاجات مكثفة، في حين أن الضحية أهمل لأن وضعه الاجتماعي الذي تأزم بعد وفاة والديه لا يسمح له بتوفير الإمكانيات المالية المغرية للقائمين بأمر المستشفى. سعيد فالق