اعتبر الأمين العام الجهوي لحزب «البام» بجهة تادلا أزيلال، فاتيح الذهبي، أن حضور رئيس المجلس الوطني للحزب، وعضو المكتب الوطني حسن بنعدي ، وبلكوش، عضو المكتب الوطني للقاء فعاليات المدينة السبت الماضي ببني ملال، يندرج في إطار تفعيل الدينامية الجديدة التي أطلقها الحزب على المستوى الوطني بهدف دمج أطر الجهة تدعيما للبعد الجهوي. كما تهدف إلى إرساء برنامج جهوي يستحضر خصوصيات كل جهة، مع التركيز على تنظيم لقاءات جهوية تواصلية تتضمن أربعة محاور رئيسية لإرساء قاعدة حزبية في الجهة، والمراهنة على توفير مقرات مجهزة تلبي حاجيات مناضلي الحزب ومنتخبيه عبر تنظيم لقاءات تواصلية مستمرة لطرح القضايا الجوهرية الخاصة بالجهة، كما الشأن بجهة تادلا التي قطعت شوطا مهما في تنفيذ مخططات الحزب بشراء مقر للحزب، والإعداد لعقد اجتماعات لإحداث مؤسسة جهوية لتدبير وتتبع المنتخبين على مستوى الجهات. وأضاف أن مناضلي الحزب بالجهة أعدوا برنامجا جهويا يتضمن البرامج المستعجلة لدعم رؤساء الجماعات المنتمين إلى الحزب لمحاسبتهم بعد كل دورة على حصيلة الإنجازات السنوية والإكراهات التي حالت دون تحقيق المراد. كما أشار إلى أن حزب «البام» انخرط في بلورة دينامية قطاعية قصد الانفتاح على مكونات المجتمع الفاعلة، وضبط إيقاع الحياة السياسية وفق معايير محددة بعد انقضاء الهاجس الانتخابي، سيما أن هاجس الاهتمام بقطاع الأطر والكفاءات غير حاضر في مفكرة الأحزاب التي تحكمها هواجس أخرى، ما يتماشى وفلسفة الحزب التي رامت إعادة بناء الحزب بعقد لقاءات تواصلية مع مختلف الفرقاء لتكوين مكتب وإدماج ممثلي القطاع في مكاتب الحزب على خلفية تدبير المرحلة السياسية المقبلة. واستعرض الذهبي القطاعات السبعة التي تمت هيكلتها (قطاع المرأة والشباب والطلبة، والفاعلون الجمعويون، والحرفيون، والسياحة ...)، وبالتالي، فإن الرهان على قطاع الكفاءات والنخب المحلية يستجيب لطموحات الحزب الذي يراهن على جهوية تستحضر كل الطاقات لربح الرهان، ويقطع الطريق على النخب الفاسدة التي تنتعش في فضاءات المجالس الجماعية التي تقاطعها النخب النزيهة ما يفسح المجال لها بأن تعيث فسادا، لذا دعا الذهبي كافة النخب إلى المشاركة في تدبير المشروع الديمقراطي الحداثي لجعل المغرب نموذجا في العالم العربي والإفريقي. وفي سياق متصل، استعرض رئيس المجلس الوطني بنعدي، في كلمته، أمام أكثر من 400 مشارك، مسار المغرب الحداثي في الألفية الجديدة، إذ رسم طريق المستقبل وقطع مع كل أشكال التخلف والممارسات المشينة التي تضر بسمعته، سيما أن الحركة من أجل كل الديمقراطيين طرحت أسئلة جوهرية همت مصير البلد وحددت بدائل لإعطاء دينامية جديدة لمغرب الحداثة. وقال بن عدي، إن المغرب اختار الديمقراطية والحداثة مع الارتكاز على مؤسسات فاعلة، وأقدم الملك على عدد من الإصلاحات، منها مدونة الأسرة. كما ساهمت الملكية في حسم النقاش لفائدة التقدم ما أعطى للمغرب شحنة قوية أهلته للعب دور في شمال إفريقيا والعالم العربي. واعتبر بلكوش، عضو المكتب الوطني لحزب «البام»، أن مسألة الديمقراطية لا تفرض من فوق، بل هي حركة اجتماعية تقتضي مشاركة الجميع للتعبير عن مختلف الآراء في أفق خلق مجتمع قادر على مواجهات التحديات المفروضة. وأكد أن العرض السياسي لدى بعض الأحزاب لم يعد مغريا، وبالتالي ترك الواقع الحي فراغات للآخرين لاحتلال المواقع، لذا فإن تصحيح الوضع يتطلب مجهودات مضنية لإعادة التوازن إلى المجتمع المغربي الذي أقبل على إصلاحات عدة لتغيير منظور شكل الدولة (الجهوية) وإيجاد مكان مناسب للنخب المغربية، سيما أن التخطيط للجهة يحتاج إلى أطر فعالة. وأشار إلى أن الجواب على إشكالية المغرب لا يقتصر على أحد دون آخر لإيجاد دينامية جديدة وتأهيل باقي الحقول الاجتماعية، بل ينسحب الأمر على كل الفعاليات الجادة لإيجاد الأجوبة الشافية.