في ما يبدو أنه حشد للقوى لليوم المنتظر، 2 أكتوبر الجاري، تاريخ إجراء انتخابات تجديد ثلث مجلس المستشارين، لم يتوان مؤسس حزب الأصالة والمعاصرة فؤاد عالي الهمة عن شحذ همم مستشاريه الجماعيين وأعضائه في الغرف المهنية بجهة الرباطسلا زمور زعير، المشاركين في اللقاء التواصلي الذي عقده الحزب، مساء أول أمس بالرباط، مطالبا إياهم بالانضباط. وبدا كاتب الدولة السابق في الداخلية، وهو يتحدث إلى المشاركين في اللقاء التواصلي، منتشيا بالنتائج التي حققها الحزب في المحطات الانتخابية الأخيرة، دون أن يخفي تفاجؤه كرئيس للجنة الوطنية للانتخابات، باكتساحه لصناديق الاقتراع، وقال:«لم نكن ننتظر أن يتواجد الحزب بالحجم الذي حققه في جهة الرباطسلا زمور زعير وفي غيرها من الجهات، وأن يضمن كحزب فتي موطئ قدم في المشهد السياسي». النجاح الذي حققه الحزب أرجعه الهمة إلى روح الانضباط التي تحلى بها مناضلو الحزب، بالرغم من بعض الفلتات التي سجلت، مشيرا إلى أن هذا «الانضباط جعلنا نثق في أنفسنا أكثر، ويجعلنا كذلك متفائلين بخصوص نتائج الحزب في انتخابات تجديد ثلث المستشارين». من جهته، اعتبر حسن بنعدي، عضو المكتب الوطني ل«البام» أن تنوع مكونات التحالف الملتف حول حزبه في جهة الرباط يؤكد، بالملموس، أن «الحزب يسير في الاتجاه الصحيح، وأن الاتهامات التي كان يكيلها إليه مناهضوه، خلال الأشهر الماضية، بأنه حزب أغلبي راغب في السيطرة على كل شيء، تجانب الصواب. حضورنا وكيفية اشتغالنا تظهر بشكل جلي أننا حزب جاء، حقيقة، من أجل نصرة الديمقراطية، ومن أجل تعدد حزبي مبني على أسس معقولة لا تعدد الدكاكين الذي يروم إفساد العملية الديمقراطية». بنعدي تابع قائلا، خلال اللقاء التواصلي الذي حضره رئيس الفريق الحركي في مجلس النواب إدريس السنتيسي، ورئيس مجلس العمالة الحركي عبد القادر تاتو، وقياديون ومستشارون في حزب الاستقلال والإصلاح والتنمية والتجمع الوطني للأحرار والاتحاد الدستوري:«كانوا يقولون إننا حزب جاء ليأتي على الأخضر واليابس خاصة في ظل الوضع الهش، بيد أن التجربة وتعامل الحزب مع الانتخابات والفرقاء الآخرين من خلال تغليب مصلحة حلفائنا على مصلحة الحزب في بعض المواقع، يؤكدان أن جميع الترهات التي كانت تقال لم تكن صائبة وأن الحزب جاء ليعطي للمغرب القادم أداة سياسية يستطيع من خلالها المغرب الديمقراطي الحداثي أن يشتغل في تعددية حقيقية». واعتبر بنعدي أن«البام» جاء في وقت كان يهيمن فيه على المشهد تيار واحد جارف يجعل جميع الأحزاب الأخرى تصطف وراءه، مما كان سيشكل خطرا على الديمقراطية، مشيرا إلى أن حزبه استطاع قلب المعادلة وإعادة التوازن. وأضاف:«أدعو كل المحللين والملاحظين النزهاء أن يطرحوا سؤالا بسيطا هو: كيف كان سيكون وضع المشهد السياسي المغربي اليوم لو لم يستطع الحزب أن يرفع التحدي». وبينما أوضح بنعدي أن تحالفات «التراكتور» لا تروم نصرة الأفراد وتزكية فلان للوصول إلى موقع المسؤولية، وإنما تروم قبل كل شيء أن تنتصر لمشروع يريد قبل كل شيء أن يكون لخدمة المغرب والمغاربة، اعتبر حكيم بنشماش، وكيل لائحة الحزب لانتخابات تجديد ثلث المستشارين بالجهة، أن ما أسفرت عنه انتخابات 12 يونيو الماضي من اقتسام سبعة أحزاب لنحو 90 في المائة من الكتلة الناخبة، خطوة أولى تحققت على طريق إعادة هيكلة المشهد الحزبي في اتجاه بناء أقطاب متمايزة على مستوى مشاريعها المجتمعية وبرامجها. وهي خطوة سينتبه المؤرخون في المستقبل إلى أهميتها الحاسمة في مسار تطور التجربة الديمقراطية في المغرب، يقول بنشماش. وبعد أن ذكر مستشاري الحزب بضرورة الانضباط ومحاربة من سماهم بخفافيش الظلام المصرين على مسخ السياسة وإلحاق الأذى بها من خلال استعمال المال، أشار بنشماش إلى أن طموح حزبه في انتخابات 2 أكتوبر هو النجاح في تمكين نخبة من الكفاءات والأطر التي تملك قوة اقتراحية، من الولوج إلى الغرفة الثانية من أجل الرفع من مستوى الأداء داخلها. وأضاف خلال تدخله:«نحن واثقون بأن حزبنا سينجح بسبب وضوح برنامجه السياسي وواقعيته وجرأة الإعلان عن المواقف كلما تطلب الأمر ذلك حتى لو أدى ذلك إلى إبعاد بعض القوى التي يهمها أن يبقى الوضع على ما هو عليه».