تجاوزت الفضائح الأخلاقية التي تشهدها بعض المدن المغربية بين الفينة والأخرى كل الحدود، حيث نشر أحد المواقع العراقية على شبكة الإنترنيت صورا لفتيات من المدينة العتيقة لبني ملال وهن يعترضن سبيل العديد من الشباب والرجال خلال فصل الصيف الماضي، ويجبرونهم على الدخول إلى بيوتهن لممارسة الدعارة أمام أعين المارة. يسلط هذا الموقع الضوء على شبكات الدعارة بهذه المدينة التي تجند العشرات من النساء من مختلف الأعمار، كل واحدة لها طريقتها الخاصة في إسقاط ضحاياها الرجال، إما عبر عرض أجسادهن شبه العارية ونهودهن ومؤخراتهن البارزة للعيان لإغراء المارين من هذه الأزقة، وإما التربص بضحاياهن وهن ينفثن دخان السجائر ولفافات الحشيش أو يتناولن المأكولات الخفيفة ويشربن المشروبات الغازية، وإما استدراجهم بالقوة إلى أوكارهن عبر سلبه أحد أغراضه كهاتف نقال أو نظارة أو علبة سجائر مثلا، قصد إرغام الضحية على الدخول إلى البيت وممارسة الجنس معهن. كل عمليات الإغراء والإغواء بالشدة أو اللين تجري تحت أنظار إحدى باطرونات هذه الشبكة، والتي اختارت أن تقف في إحدى الزوايا لمراقبة الوضع عن قرب وهي تقوم بإحصاء عدد الزبناء الذين دخلوا إلى منازل الفتيات، بعدما تكون قد حددت تسعيرة الدخول لممارسة الجنس (تصل إلى حوالي 30 أو 50 درهما حسب سخاء الزبون). هذه التسعيرة التي تفرضها باطرونات الدعارة مرتبطة أيضا بعدد مرات ممارسة الجنس وبفترة الذروة. ففي فصل الصيف يكثر الإقبال والزوار للمدينة بشكل عام، خاصة مع عودة أفراد الجالية المغربية المقيمين بالخارج، وهذا ما يساهم في ارتفاع هذه التسعيرة إلى أقصى حد ممكن. ويكشف الموقع الإلكتروني أيضا النقاب عن عدد من المخبرين الرجال الذين تعتمد عليهم شبكات الدعارة، حيث ينتشرون في نقط متعددة من هذه الأزقة، ويعملون على إخبار “الباطرونة” بكل شخص غريب أو مشبوه في محاولة لحماية أفراد الشبكة من حملة أمنية مفاجئة. ويعلق أحد أبناء مدينة بني ملال على هذه الصور بأنها تسيئ للمدينة ولسمعتها، معتبرا أن الدعارة موجودة في كل المدن والدول، بما فيها العراق التي ساهم تدهور الأوضاع فيها لجوء العديد من العراقيات إلى امتهان الدعارة في دول الخليج المجاورة. في حين ترى إحدى الطالبات بأن مدينة بني ملال ليست مدينة الدعارة، مضيفة أن بعض السياح -خاصة من الخليج- همهم الوحيد هو البحث عن الجنس والفتيات وقضاء الليالي الحمراء لتفريغ كبتهم الجنسي في بلادنا. بينما تعتبر صديقاتها، تعليقا على ما نشر بهذا الموقع، أن هؤلاء الفتيات هم ضحايا الفقر، نظرا لانسداد آفاق الشغل وانتشار البطالة، وبالتالي فهن ضحايا المجتمع. شاب آخر علق قائلا: “على المواقع العراقية الإلكترونية أن تهتم بأمورها الداخلية وتترك القضايا المغربية للمغاربة، فهم أدرى بشؤونهم..” بينما يعتبر أحد الأساتذة مدينة بني ملال قلعة للنضال، حيث قدمت عدة تضحيات بما فيها دعم الشعب العراقي في محنته وأنها ليست مدينة الدعارة والبغاء.