حقا أن يجتمع رؤساء جماعات الحزام الجبلي حول طاولة وحيدة يناقشون فيها هموم الساكنة قد يكون أمراً جيداً في نظر الكثيرين رغم أن هذا ليس مؤلوفاً و لا من عادتهم …، حقًا أخذتنا عقولنا في نوع من الحماقة إلى أن نعتقد أن مسؤولينا استفاقت ضمائرهم و أصبحت قلوبهم على قلب رجل واحد يجعلون المشاكل الراهنة التي يعيشها حزامنا الجبلي مركز اهتماماتهم و حَلَمنا أن “إتحادهم” سيكسر حدود القبلية و عصبيتها …، إجتماع رآه الكثيرون بمثابة فاتحة للمزيد من التأمل والبحث في واقع منطقتنا المتدهور و السائر من سيئ إلى أسوأ و الخروج بها أخيرا من ركودها الشامل لكل القطاعات …، إعتقدنا، في لحظة حلم، أن مسؤولي مناطقنا تعرفوا أخيرًا على دورهم و ما يُنتظر منهم من واجب حتمي و منطقي و أحاطوا به علمًا، حَلمنا أنهم سيعملون يدا في يد لدفع المضرة على راعيتهم و يرتبطون بالحكمة مجردين أنفسهم من كل ما يمكنه أن يُعتبر مصلحة ذاتية شخصية … فهل هذا كان أن يكون واقعاً ؟!؟ كان أن يكون مرادهم و كاد، لكن لأسفهم وصلوا بنواياهم المعروفة إلى تنكارف في غفلة منهم أن الساكنة إسيقضت من سباتها و أصبح وعيهم أول حماية لهم ضد لدغات السياسي المحلي، مصاص دمائهم بمنظورهم الجديد، فحين وصل بعتاده، خاصة منه الإعلامي حيث حضرت هناك قناة 2M لرصد مدى إتقانهم لسحر أعين الناس، لكن إنقلب السحر على الساحر و أصبحوا نادمين من دون سجود حيث لم تترك لهم الساكنة أية فرصة لذالك حيث ثارت عليهم و منعتهم من التمتع بشوى خرفان في وليمة إعتبرها المواطنون شر الطعام و ربما إنجازا لحملتهم الإنتخابية السابقة لأوانها … ثار المواطنون و أوقفوا العبث و أوصلوهم رسالة واضحة تدعوهم للإنسحاب ما دامت الثقة فيهم منعدمة و ربما لن تعود … كان قرار الساكنة واضحاً رافضًا لاستقبالهم و تم إلغاء هذا الإجتماع الذي اعتبرته وسيلة للضحك على المستضعفين كالعادة و ربما استغلال “سذاجتهم” دون وعي من المسؤولين هؤلاء أن الساكنة إتخذت من التاريخ أداة لتأييد وتوثيق موقفها و رأيها في هذا الصدد، حيث لم تنسى أنها لم تنل من هؤلاء في الماضي ما ستنتظره منهم في المستقبل، خاصة من البوتفليقيين منهم العارفين و المطلعون على كل معانات و مشاكل هذه المناطق دون أي رد فعل أو محاولة تغيير الواقع، لم تنسى الساكنة كل الوعود الكاذبة و المواعيد الحاسمة و المشارع التي تم إجهاضها من طرف بعضهم دون سبب و للذكرى تذكروا “عملية الختانة بنفس البلدة” و التي كانت عبارة عن إهانة عظمى لساكنة هذه البلدة و التاريخ لا ينسى. ختاماً، فقدر ما على المواطن أن لا ينسى أن كل شيء بيده لمعاقبة من يستصغره و يهينه …، فعلى كل مسؤول من هؤلاء أن يقوم بجلسة مع ذاته و يسأل نفسه من يكون ؟ و أي ضمير يتوخى به ؟ على كل منهم أن يرفع رأسه من خجل اللامسؤولية أو ينزلها من حجم تكبره و جبروته حتى تستوي مع نظرات راعيته المستضعفة، المقصية و المهمشة و يقرأ في دموعها ما هو عليه أو يجعلها مرآة توضح له من يكون في حقيقته.