قبل أن تصل عناصر الوقاية وفرق الإنقاذ لاستخراج الأشخاص الذين كانوا عالقين داخل الحافلة التي انقلبت صباح اليوم بواد القصب بتامنصورت، بادر دركي بسرية هذه المنطقة إلى المغامرة والمخاطرة بنفسه من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه، بعد أن رأى الحافلة تغرق رويدا رويدا وسط السيول الجارفة لهذا الواد. شاهد عيان يروي كيف اقتحم هذا الدركي السيول الجارفة لواد القصب، ليصعد أعلى الحافلة، ويقوم بكسر زجاج أحد أبوابها من أجل فتح حيز يتمكن معه الركاب من الخروج، تفاديا للغرق. الدركي هذا، ورغم إصابته في يده اليمنى ونزيفه الحاد تمكن من أن ينقذ ما يزيد عن 50 مواطن مغربي من الموت، دون تسجيل أية حالة وفاة، باستثناء فقدان رضيع يبلغ من العمر عاما ونصف. الخطوة هاته لا شك أن لا أحد سينساها من المواطنين الذين علقوا داخل تلك الحافلة، وستبقى عالقة في ذاكرة كل المغاربة، ومشهدا بطوليا يستحق الإشادة والتكريم.