نظمت لجنة الأنشطة الثقافية و العلمية لماستر تحليل الخطاب الأدبي في المغرب والأندلس تحت إشراف المنسق البيداغوجي للماسترالاستاذ د. عبد العزيز فارس ندوة علمية بعنوان قراءة في كتاب القراءة المنهجية و تدريبسية النصوص لمؤلفيه عبد الرزاق التيجاني والجيلالي سرستو، و ذلك يوم الخميس 27 يوليوز 2017 بقاعة المحاضرات بكلية الاداب و العلوم الانسانية التابعة لجامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال. حضر الندوة الاساتذة وطلبة الماستر ولفيف من المهتمين بالجانب البيداغوجي بما فيهم بعض الاساتذة المتعاقدين الذين يتلقون التكوين بنفس الكلية، و نشطها الطالب الباحث عبد الله الأنجري و افتتحها الطالب الباحث حسنم امرابطي بآيات بينات من الذكر الحكيم. بعد كلمة الترحيب و الشكر التي قدمها منشط الندوة قدم أحد مؤلفي الكتاب الاستاذ عبد الرزاق التيجاني مداخلة حول السياق العام للكتاب، معرفا القراءة المنهجية و أهم مرتكزاتها و الأسس المعرفية التي تنهل منها، ليخلص إلى تقديم اهم المراحل التي تعتمد عليها في سبيل إقراء النصوص. أما الدكتور عبد العزيز فارس المنسق البيداغوجي للماستر فقد قدم قراءته في الكتاب بحيث ركز على أهمية مصاحبتنا للنص كي يبوح لنا بمكنوناته، و أن عملية المصاحبة تقتضي بالضرورة امتلاك النص، و لا يمكن امتلاكه دون حفظه أولا، غيرأن عملية التلقين والتحفيظ أضحت اليوم مهملة في منظومتنا التعليمية، بل و مذمومة. ليؤكد على أن العملية الاساس قبل الحديث عن القراءة المنهجية هي تسليح التلميذ بالنص و تمكينه منه كي يستطيع مصاحبته لتأتيبعد ذلك القراءة المنهجية لتقدم له العدة للتعامل مع مختلف انواع النصوص. بعد ذلك تدخل مختلف الاستاذة والطلبة والحاضرين في الندوة و التي ركزت مداخلاتهم على اننا نحن أمة اقرأ باعتبارها أول ما نزل من القرآن الكريم، و ان جميع الافعال الأخرى في كتاب الله عز و جل مرتبطة بالقراءة، و بالتالي لا بد من بناء نظرية معرفية على أساس القراءة ، تستطيع ان تدفع بالامة الى احتلال المركز اللائق بها في سلم القراءة عوض تذييل سلم القراءة بين الامم الاخرى، و ان الفعل الحضاري للأمة مرتبط بفعل القراءة. كما نبهت مداخلات اخرى الى طبيعة الكتاب البيداغوجية، والمهارية و ان المتسوى اللغوي و العلمي لطلبتنا يظل كما هو معلوم دون المستوى المطلوب و بالتالي فان نظرية القراءة المنهجية تصطدم بواقع مرير على المستوى التطبيقي. و في معرض ردهم على مداخلات الحضور، ركز الاستاذ التيجاني على أن القراءة فعل وان مختلف الصعوبات رهينة بمدى تمكن المدرس كمدلل للصعاب من آليات تذليلها لفائدة التلاميذ و تبسيطها لهم في افق اكتساب الجوانب المهارية. كما أن القراءة و عاداتها قد تغيرت حتى لدى المجتمعات الاورربية في ظل الثورة الرقمية التي تجتاح العالم، و ان الكتاب عموما مدعو لمواكبة هذه الثورة في تجلياتها و تمظهراتها. و ختم الاستاذ فارس الندوة بتأكيده على ضرورة اكتساب عادات القراءة و ملازمة و مصاحبة الكتاب، و كذا ارتباط الطلاب بالمؤسسات التعليمية على مدار اليوم، و بالتالي تغيير البنية الزمنية للكليات المغربية، و إلزام الجميع بالالتزام بها. و أن نعالج الازمة في شموليتها، فالقضية ترتبط بالقراءة أكثر من القراءة المنهجية.