خرج المئات من ساكنة جماعة فم الجمعة بإقليم أزيلال ليلة أمس الثلاثاء 06 يونيو 2017 في مسيرة احتجاجية حاشدة حول ما أسموه بالوضع الصحي الكارثي بالبلدة، وقد جاءت هذه المسيرة استجابة لدعوة كان قد أطلقها عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي وشباب المنطقة، دعوا فيها إلى التظاهر السلمي من أجل المطالبة ببناء مستشفى محلي بمواصفات وطنية، يستجيب لانتظارات الساكنة واحتياجاتها، ويرفع عنها الإقصاء والتهميش.. وقد جاءت جل الشعارات التي صدحت بها حناجر المحتجين مطالبة بتدخل الجهات المسؤولة من أجل الرفع من عدد الأطر الطبية بالبلدة، وتوفير التجهيزات الضرورية والأدوية الكافية، وكذا تحديث وتجهيز دار الولادة.. إضافة إلى عدد من المطالب الأخرى ذات الصلة. هذا وقد أعلنت اللجنة المنظمة عن إطلاقها عريضة مطلبية تجاوزت المئة توقيع في ظرف ساعتين، كما تعهد الشباب المحتج عزمه تطوير أشكاله النضالية في المستقبل، وكذا نيته مراسلة وزير الصحة وعدد من المسؤولين بخصوص الوضع. وقد اختتمت المسيرة الحاشدة التي جابت الشارع الرئيسي لفم الجمعة بالتأكيد على الحق في الصحة كحق دستوري ضروري، ودعوة الساكنة إلى التعبئة الشاملة والاستعداد لخوض معارك نضالية سلمية قادمة لم يفصح عنها، وكلها في سياق المطالبة ببناء مستشفى محلي بمواصفات وطنية، ودعوة الجهات المسؤولة إلى التدخل العاجل، ووضع حد لهذا الواقع الصحي الكارثي بفم الجمعة، حسب قول المحتجين. ولمعرفة وجهة نظر المندوبية الإقليمية للصحة بأزيلال في مطالب المحتجين ، اتصلنا بالدكتور خالد أمال ، المندوب الإقليمي للصحة بأزيلال ، والذي أوضح في تصريح خص به الجريدة أن الدائرة الصحية لفم الجمعة تستفيد من خدماتها ثلاث جماعات ترابية هي : فم الجمعة و بني حسان وتابية بالإضافة إلى استفادة ساكنة تابعة لإقليم قلعة السراغنة من خدمات الدائرة الصحية لفم الجمعة نظرا لقربها من محلات سكناهم. وقال الدكتور خالد أمال إن الدائرة الصحية لفم الجمعة تتوفر على طبيبة واحدة ، إلا أنه منذ شهرين تم تعزيز العرض الصحي بالمنطقة بتعيين طبيب بالمركز الصحي من الدرجة الأولى لتابية بعد جهد كبير قامت به المندوبية الإقليمية للصحة الشيء الذي ساهم في تخفيف الضغط الذي تعرفه الدائرة الصحية لفم الجمعة. وأضاف الدكتور خالد أمال أنه بتضحية من الطبيب المعين وتفانيه في العمل استطاعت المندوبية الإقليمية للصحة بأزيلال تغطية جماعة تابية وتسليت التي تتوفر على مستوصف قروي. وأكد المندوب الإقليمي للصحة بأزيلال أن الدائرة الصحية لفم الجمعة تتوفر على أطر طبية كفؤة بشهادة الساكنة ؛ وأن فم الجمعة أحسن حالا في المجال الصحي مقارنة مع مجموعة من الجماعات المشابهة بالإقليم الذي يعرف نقصا حاد في المجال الصحي والعنصر البشري بالخصوص ؛ حيث تتوفر (فم الجمعة ) على طبيبة و سبعة ممرضين ومولدتين إضافة إلى سائق سيارة الإسعاف التابعة لوزارة الصحة. وبخصوص الأدوية أكد الدكتور خالد أمال أن الكمية التي تتوصل بها المندوبية الإقليمية للصحة من الصيدلية المركزية يتم توزيعها على مختلف المراكز الصحية بالإقليم اعتمادا على عدد السكان بكل جماعة. وأشار ذات المتحدث أن المندوبية ستقوم بتوزيع الكمية من الأدوية التي توصلت بها من الصيدلية المركزية ابتداء من الأسبوع المقبل ، وفيما يتعلق بالمطالبة ببناء مستشفى محلي أوضح الدكتور أمال أن الخريطة الصحية هي التي تتحكم في ذلك اعتمادا على مجموعة من المعطيات والمعايير الموضوعية على حد تعبيره.