عمر الغزواني...."لا لوا'' كما يلقبه العديد من ساكنة حي بوعشوش ،يعتبر من بين أقدم الحراس الليليين بمدينة بني ملال. متزوج واب لثلاثة ابناء ،اضطر-بعد بحثه المضني عن عمل - لممارسة مهنة حارس ليلي بهذا الحي مند حوالي 20سنة،بعدرجوعه من الأقاليم الجنوبية وبالضبط من مدينة السمارة والتي كان يعمل بها كجندي في صفوف القوات المسلحة الملكية لمدة 10 سنوات ،انتهت بنهاية عقدة الجندية التي كانت تربط بينه وبين القوات المسلحة آنذاك ،وجد نفسه بعد ذلك بدون عمل ولا راتب ولا تقاعد..لا تغطية صحية،على حد قوله. وبعودته الى مدينة بني ملال لم يجد امامه سوى اللجوء الى هذا العمل الشاق "حارس ليلي". 1996 -1997 السنة التي بدأ عمر لالوا يمارس مهمتة كحارس ليلي ببوعشوش ،لم يكن يفكر يوما ما انه سيصبح عساس الحي بامتيازولازال على ذلك العهد الى يومنا هذا، لم تضنيه طوال الليالي ولا قر الفصول الباردة والمطرة..فصول تتالت وتوالت ببردها وحرها وعمر ماض في تأدية واجبه بتفان واخلاص...غير مبال بتغيرات الزمن ولا تقلبات الدهر. وفي حوار اجريناه معه اردف قائلا:..عندما انهيت الخدمة بالجيش المغربي،عدت ادراجي الى بني ملال ابحث عن عمل ،امتهنت العديد من المهن في سبيل اعالة عائلتي وجلب لقمة العيش الصعبة..كنقل بضائع الناس بواسطة عربة مدفوعةيدويا،الى ان استقر بي الأمر كحارس ليلي بحي بوعشوش..وهو العمل الذي لا ازال امارسه الى حدود الساعة.بالنسبة للحالة المادية او مدخول عمر من عمله فقد اضاف قائلا:مدخولي يتراوح بين ما اجنيه من الحراسة الليلية..خصوصاواجب السيارات وبعض الدكاكين المتواجدة على جنبات الطريق المؤدية الى المدار السياحي عين اسردون..هناك من يؤدي الواجب الشهري وهناك من يتناسى او يتوعد بالأداء الى حدود النسيان ..اضافة الى اعانات بعض المحسنين جزاهم الله خيرا خصوصا في المناسبات والأعياد.. وهذا بالطبع غير كاف كمدخول يسمح باعالةاسرةفي ظل هذا الزمن الصعب .وفي سؤال حول مخاطر الحراسة ليلا اجاب عمر:كثيرا ما نتعرض لمشاكل مع ما يسمى ب"اصحاب الليل" ولكن ولله الحمد على لطفه..وقد اصبح لنا اطارا ينظمنا. ..يتحدث عمر هنا عن جمعية الحراس الليليين التي اشاد بمجهوداتها الجبارة خصوصا من حيث التنظيم واللباس الموحد ولو ان ذلك يتم من خلال مساهمات الحراس انفسهم. وبخصوص تزويد الحراسبببيوت من المنيوم او ما يسمى بالمحرس في اطار المساعدات التي تقدمها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية اضاف عمر قائلا:ولله الحمد اصبح لنا مكانا آمنا نستريح فيه بين الفينة والأخرى ويحميناخلال الأيام المطرة ولو جزئيا، ونشكر القيمين على المبادرة وعلى رأسهم جلالة الملك محمد السادس ادام الله نصره وعزه. وفي آخر اللقاء توجه عمر الغزواني "لالوا"الى المسؤولين بكلمة طلب من خلالها تحسين وضعية الحراس الليليين المادية على الخصوص والإجتماعية،وتمكينهم من الإستفادة من بعض الإمتيازات..احترام مهنتهم الشاقة...تسهيل قضاء بعض اغراضهم الإدارية..تخصيص اعانات توزع عليهم خلال الأعياد والمناسبات تقديرا لهم على مايقومون به لصالح وطنهم....