الذي لا شك فيه أن مثل تصرفات الأمين العام لهيأة الأممالمتحدة المنحازة عن الصواب والمعبرة عن ذاتية مفرطة تعتبر سلوكات غير مسؤولة قد تنتج مفاسد عاجلة وآجلة المتضرر منها بالأساس هو منطقة شمال إفريقيا بأكمله، غلطة لو استحضر بانكيمون نتائجها لأدرك حجم الجناية التي ولغ فيها، ولما ارتكبها عاقل أممي دوره الأساس الالتزام بالحياد والحفاظ على الأمن والسلم الدوليين. والحقيقة التي لا تخطئها العين أن المستفيد الشرعي من تصريحات الرجل التي ضاعت ضياع الماء في الصحراء هو ذلك الالتحام القوي الذي نسجه الشعب المغربي من خلال مسيرة نداء الوطن، والتي أكد من خلالها أبناء الأقاليم الجنوبية أن كلام الرجل مجرد تحريض من قبل أيادي خفية، وأن أدلوجة الجزائز الرامية إلى إفساد المخطط التنموي بهذه الجهات المغربية لن تؤتي أكلها ولو فعل هؤلاء المستحيل. في مقابل ذلك أكد أبناء الصحراء المغربية أنهم مستعدون بما تحمل الكلمة من معنى للدفاع عن أرض الوطن، أرض الأجداد والأحباب، وأنهم وراء ملكهم كيفما كانت الأحوال لمن سولت له نفسه مس مقدسات البلاد. إن ما صدر عن الأمين العام لهيأة الأممالمتحدة، لا يعكس مستواه السياسي الحق الذي ينبغي أن يتحلى به، كما لا يعكس دوره المنوط به كأمين عام مهمته إدارة الأمانة العامة وتدبير بيتها الداخلي كما يؤكد الفصل 98 في كون الأمين العام مسؤول إداري يعد التقارير ويعمل على إعداد الميزانية، والانتباه إلى مشاكل الدول المطروحة، تم العمل على تقديمها للمجلس الأعلى باعتباره أعلى هيأة تنفيذية لمناقشتها، لا البت فيها شخصيا كما تصرف الرجل. وإذا كان بانكيمون قد أخطأ فيما صدر عنه، لكونه لم يلتزم بالقوانين المعمول بها خصوصا عندما نهج سياسة التحريض ضد سيادة دولة ضاربة في أعماق التاريخ، فإنه في المقابل ينبغي على المغرب الالتزام بالرد السياسي الجاد المتمثل في دعوة هذا الرجل إلى معرفة حقيقة تاريخ المغرب وتاريخ صحرائه، وكذا اطلاعه على ما يصدر عن أبنائه العاقين. وتزويده بكل ما يكنه بعض الجيران من حقد وكراهية لما ينعم به المغرب من أمن و سلام يعتبر عالة على مشاكلهم الداخلية والخارجية. كما ينبغي على السيد بانكيمون أن يلتزم بما قدمه المغرب من حلول جد فعالة كمقترح الحكم الذاتي، والالتزام بإحصاء المخيمات الوهمية، ومراقبة ما ينهب ويسرق بالمنطقة عبر إعمال العقل والحكمة السياسية، لا الانسياق وراء الأهواء والنوازع الذاتية كما حدث، وإلا فسلوك مسؤول دولي كهذا لن يدفع المنطقة إلا إلى الخراب والدمار يتحمل مسؤوليته الأولى بانكيمون. مع العلم أن المغرب أسد نائم والويل لمن أنقذه. .