ينتابنا الشك حول نزاهة مشروع الصرف الصحي،ونتساءل بكل صدق ..هل المشروع نعمة أم نقمة على الساكنة ؟ إذا كان الرد بأنه نعمة فماهي المبررات التي تدفع بالمكتب الوطني للماء الصالح للشرب إلى خلق مجموعة من العراقيل والمشاكل وترسيخ أفكار لا علاقة لها بالمنطق في عقول الناس، وما دافعنا من وراء التساؤل إلا استغرابنا لما يقع ويحدث من مشاكل يومية لا حصر لها... إن الحديث عن هذا المشروع يماثل شبيهه عن المشاريع التي تم إنجازها بالمنطقة، وثمة معادلة يحاول المكتب السالف الذكر تكريسها ومفادها حين تحضر مصلحته ومصالح شركاءه يلغى ما عدا ذلك، بما في ذلك إكراهات المواطنين المتمثلة في الفقر، الجهل، الأمية والإستغلال الإنتخابوي... سكان أغبالا اليوم يعانون في صمت لا حول لهم ولا قوة، في باديء الأمر استقبلوا المشروع بصدر رحب بعدما تيقنوا أن المشروع يخدم البيئة ويحافظ على الفرشة المائية للمنطقة، وما هي إلا أشهر قليلة حتى بدأت المشاكل تتقاطر عليهم من كل جانب ومن بين هاته المشاكل : Ø التزام الموا طن بأداء مصاريف ومستحقات الربط. فهذا إن دل على شيء إنما يدل على فقدان الثقة في المواطن الأغبالي و بالتالي احتقاره وإهانة كرامته. Ø الربط: يشترط أن يكون العداد بإسم الملتزم وفي حالة تسجيل العداد بإسم شخص آخرفيجب تغييره مقابل 1200 درهم ، هذا لايعني تغييرالعداد. إنما تغيير الإسم فقط، هذا هو المشكل العويص حاليا ، فبعدما تناقشنا مع مجموعة من سكان المنطقة وجدنا أن هناك عدد كبير من العدادات أصحابها إما ماتوا أو باعوا منازلهم ،فهذه هي المعضلة. نعرف أن هناك قوانين ، لكن ونحن أمام هاته المشاكل نطالب بتنفيذ روح القانون لتسهيل مأمورية الربط علما أن معظم السكان فقراء ، وبالتالي يجب إعفاءهم على الأقل من مبلغ 1200 درهم المتعلق بتغيير الإسم. وأمام هول هاته المشاكل نعتبر أن المشروع نقمة على السكان ، ومنه فإن مجموعة من الناس بعدما كانوا قد قبلوا المشروع بدون قيد ولا شرط ، فإنهم اليوم يفضلون الحالة الأولى التي ألفوها قبل هذا المشروع المنحوس في نظرهم عن هذه الحالة التي يعانون منها ، فهناك مجموعة أخرى بعد أن خرب المقاول أنابيب المرافق الصحية ( المراحيض ) وامتنع عن ربطها بشبكة الصرف الصحي للأسباب التي سبق أن تطرقنا إليها آنفا ، فإنهم لم يجدوا بدا لهذه المصيبة إلا حلا وحيدا لا ثاني له، ألا وهو تفريغ فضلاتهم في الأزقة ، وهذا سيؤدي حتما إلى عواقب وخيمة ، وأمراض خطيرة وأوبئة ، فأين الشعارات التي رفعها أصحاب المشروع ياترى؟ لم يعد خافيا أن ألسنة سياسيينا لا تلوك حديث أغبالا إلا مناسباتيا أو حين يتعلق الأمر باستثمارات ضعيفة هنا وهناك ، أو مزايدات سياسوية ضيقة الأفق، أين كانت الطبقة السياسية عندما كانت تنجز المشاريع السابقة ( تزويد المنطقة بالماء الصالح للشرب، الشطر الأول من مشروع الصرف الصحي، شارع المركز، تهيئة شعبة أقشا ...) وأين كانت عند بداية إنجاز مشروع تطهير السائل قبل أن تصل المشاكل إلى ما وصلت إليه، أين كانوا عندما كان سكان حي إنجارن يحتجون، أم أن دورهم يقتصر فقط على تحريض الناس على الوقفات الإحتجاجية، ياليتها لو كانت هاته الوقفات تصب في الصالح العام لوقف الجميع لمساندتهم ، لكن ماذا ننتظر من السياسي فهو كما قال الشاعر المصري عبد الرحمان الأبنودي "السياسي إنسان خبيث لا تهمه إلا مصلحته الشخصية"، وكما قلنا في مقالات سابقة هؤلاء شعارهم أينما تمت المصلحة فتم شرع الله. إن الذين يخططون لسياسات أغبالا ويتعاملون مع مشاكله بلا مبالاة وعدم الإكتراث ينم ببساطة وسهولة عن إفتقادهم لأي إحساس بالإنتماء لأغبالا، وينم كذلك عن اجتقار بين للساكنة، وبالتالي فإنهم يرتكبون جرائم في حق أبناء أغبالا والأجيال المقبلة ستكون لها إنعكاساتها السلبية لا محالة. أين المجتمع المدني؟ أين دوره؟ هل نسي أم تناسى الحق الذي كفله له الدستور كقوة رقابية إقتراحية، نقدية؟ وحقه في الحصول على المعلومة وكل ما يروج في منطقته؟. أم أنه مغلوب على أمره لا يفقه شيئا عما يدور من حوله؟؟؟ أيها الأغباليون أين عقولكم فيقوا وقولوا كفى للفساد، كفى لغلبة المصلحة الشخصية على المصلحة العامة، إتحدوا وقولوا نعم للحق نعم للمصلحة العامة نعم للنوايا الحسنة، نعم لكل شيء جميل من أجل هذه البلدة الجميلة التي تستحق منا كل التقدير والإحترام وكل ما هو جميل. الداحماد أغبالا نايت سخمان 28/04/2015