لقد شاع اصطلاح الإسلام-فوبيا أو الإسلاموفوبيا ليعبر عن ظاهرة الخوف المرضي من الإسلام والمسلمين في البلدان غير الإسلامية من طرف غير المسلمين، والفوبيا هي الأعراض النفسية المرضية والرهاب من الشيء وهي كلمة وتستخدم عادة في ميداني التحليل النفسي وطب الأمراض العقلية، فالفوبيا، مصطلح طبي ويعني بالضبط في لغة الأمراض النفسية حالة من الخوف والهلع المبالغ فيه وغير المنطقي أمام ظاهرة ما، تعتري شخصا معيناً نتيجة خلل في شخصيته، قد تؤدي إلى نوبات من الفزع الشديد، واعتماد سلوكيات مرضية مثل الهروب أو العدوان. ولظاهرة الإسلاموفوبيا أسباب تاريخية قديمة قدم الإسلام وأخرى معاصرة لكن برزت بشكل كبير بعد بروز تنظيمات إرهابية تدعي دفاعها عن الإسلام وبخاصة بعد تفجيرات سنة 2011 بالولايات المتحدةالأمريكية. فظاهرة معاداة الإسلام، اتخذت منذ ذلك الحين من أجل ترهيب الشعوب الغربية من الإسلام ومن معتنقيه، طبعاً ليس المتطرفين الحقيقيين، بل من جميع المسلمين مهما كانوا معتدلين، وهذا هو الأخطر. فنحن كمسلمين ضد الإرهاب ضد أي شخص وأن هؤلاء الإرهابيين لم تسلم من أعمالهم أي دولة بما فيها الإسلامية وهذا إن كان يدل على شيء فإنه يدل على أن الإرهاب لا دين له وأننا بريئون من هؤلاء. فالجهل بحقيقة الإسلام في العالم الغربي حيث يستقي معلوماته عن الإسلام من مصادر غير موضوعية لا تحيط بحقيقة الإسلام وجوهره، فمعظم المناهج الغربية التي تتحدث عن الإسلام هي من وضع المستشرقين الذين لم يفهموا معنى الإسلام المستنبط اسمه من السلام... رسالة السلام والتعايش مع جميع الأجناس والأديان، فمن هذا الفهم السقيم والمغلوط للدين الإسلامي، تولّدت ظاهرة الإسلاموفوبيا. ومؤخرا تزايدت الممارسات غير العادلة ضد المسلمين في الغرب ما بين ممارسات إعلامية واستفزازات، والتضييق عليهم في العمل، وممارسات دينية تتعلق بالتضييق عليهم في ممارسة شعائرهم وفقًا للحرية التي تكفلها القوانين الغربية والاعلانات العالمية، هذا كله فضلاً عن الممارسة التي تتعلق بنظرة كثير من أفراد المجتمع الغربي للمسلمين واعتبارهم أقل شأنا أو كيان غير مرغوب في وجوده على الأراضي الغربية. والأكثر من هذا هو الرقم المهول المعلن عنه بعد العمليات الإرهابية التي عرفت ''بشارلي'' بباريس، بخصوص الاعتداءات على المسلمين في فرنسا بعد هذا الحادث، وعوض الوقوف وانتظار تطور الوضع بشكل أخطر، على المسلمين توظيف الحدث الإرهابي الأليم لصالحهم، وذلك باتخاذ ردة فعل منظمة وحضارية، وذلك من خلال إعلام إسلامي موازي للإعلام الغربي وتوضيح أبعاد قضايا المسلمين هناك بشكل حضاري يفهمه الغرب، والدعوة للحوار العلني المجتمعي وتجاوز التعصب ومناقشة مفهوم الحرية في الأديان والتنديد بالاعتداءات الإرهابية وبالاعتداءات الموازية ضد المسلمين وتنظيم مسيرات في هذا الشأن، ومن جهة الدول والحكومات الإسلامية عليها عدم التنازل عن المبادئ الأساسية، ومن هنا ننوه بالرسالة الذكية التي أوصلتها المملكة المغربية في المسيرة المساندة لضحايا الإرهاب بفرنسا وذلك بإعلانها المشاركة والانسحاب في حال أسئ لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وما ذلك إلا تعبير حضاري عن شجب الإرهاب و الإساءة للمقدسات الدينية في أن واحد المغرب الأن تقول للعالم بأنها تتوفر على تجربتين مهمتين هما محاربة الإرهاب والتأطير الديني في المجتمع بتكوين أأمة متشبعين بقيم الوسطية والتسامح والاعتدال والتعايش بين الشعوب والمجتمعات وعلى الغرب الاستفادة من التجربتين.