أقسم الفساد لا ينخرنّ دواليب جل القيم ويسرق جل أركان الإنسانية من أساستها, وعاث في الأرض فسادا وخرابا, حيث أضحى كالقرش الجائع يلتهم كل ما أثثته أيدي البطش النهب والسلب من دماء الفقراء والمساكين من أبناء هذا الوطن حتى أصبحت معه حياة هؤلاء الموطنين كلعبة او دمية يأخذها من هب ودب من مسؤولي التسول السياسي ليرمها في حضن مسؤول على شاكلته وهو ما يضفي الى جعل هذه الحياة تستدعي تدخلا سريعا وعلى الفور من أولي الأمر لكي تستمر في الدواران. حين الحديث عن الفساد, التسول أو التزلُّف السياسي لبعض الجهات على حساب حياة مواطنين لا حول لهم ولا قوة, فهذا يتطلب النظر في عمق الإشكال حتى يتأتى القضاء أو محاولة القضاء عليه من جذوره, وإلا ستبقى دار لقمان على حالها وصوت من لا صوت له مطمورا بين الجبال والرمال والوديان لا يسمع ولا يمكن أن يسمع. مآساة إنسانية تلك التي وقعت بإقليم تنغير والنواحي, وأقاليمنا الجنوبية والوجهة الشرقية للمملكة, وهذا يدفعنا إلى السؤال أين تذهب الأموال التي تدفع في مشاريع البنية التحية للمناطق المنكوبة والتي أعطى صاحب الجلالة الملك محمد السادس إنطلاقتها؟ أين هي المراقبة على المشاريع التنموية لهذه المناطق؟ ولماذا يتم التماطل في إنجاز بعض مشاريع البنية التحتية حتى يأتي موسم الأمطار ويأخذ معه الجمل بما حمل؟ ويدفعنا إلى الحديث عن " أب فضح". ضحايا تلو الأخرى, منازل جرفت وهدّمت على أصحابها, طرق لم تعد صالحة ومنها المغلقة, بنية تحتية رديئة وغير صالحة, إضافة إلى مجموعة من الأمور لابد على الحكومة الحالية من وضعها ضمن أولوياتها على مائدة النقاش وأخدها بعين الإعتبار لكونها تتعلق بحياة ناس بسطاء, وينتمون للمغرب النافع وليس المغرب الغير النافع, لأن المغرب ولله الحمد كله نافع ويحتاج إلى تدبير وصرامة في التعاطي مع بعض الملفات التي تسئ إلى المسمى إنسانية. [email protected]