ابتداء من الساعة التاسعة و النصف شرع المنظمون للندوة في شخص رئيس الغرفة الفلاحية لجهة تادلا - أزيلال و نوابه و الكاتب العام و مدير الغرفة في استقبال الوفود المدعوة للندوة من فلاحين و كسابة و مهتمين من كل المتدخلين كالجمعيات المهنية و الأطر الفلاحية و فرسان التبوريدة مربي الخيول و صحافيين ؛ و ذلك بقاعة الندوات بالمعرض ؛ تخللت هذه اللحظات وجبة إفطار خفيفة وحوارات لتبادل الأفكار و الخبرات حول تربية الماشية بالجهة عامة و تربية الخيول خاصة . و انسجاما مع عنوان الندوة المتمحور حول الهدف الأسمى لتربية الخيول بالجهة استهل السيد مدير الغرفة مداخلته بالترحيب بالحاضرين و خصوصا منهم أطر الشركة الملكية لتربية الفرس ؛ ثم إعطاء عرض حول أهمية الخيول بالمغرب ؛ كون الفرس ببلادنا له حضور تاريخي و اجتماعي عميق ؛ أي ما مداه ثلاثة مئة سنة . ليبقى العامل الديني للإسلام هو المؤطرالوحيد للسياق السوسيوتقافي للتبوريدة بالمغرب ؛ معللا هذا المنحى بالحديثين النبويين : " الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة " و " علموا أبناءكم الرماية و السباحة و ركوب الخيل " .... محددا أصناف الفرس المغربي في ثلاثة أنواع هي الحصان البربري و العربي الأصيل و العربي البربري ؛ الأول هو الأصل و الثاني جاء للمغرب مع الفتوحات الإسلامية أما الثالث فهو ناتج عن التهجين بين الفرسين و هو يتميز برشاقة الفرس العربي و صلابة البربري . لكن الملاحظ حسب مداخلة - السيد المدير دائما – أن تربية الخيول بجهة تادلا - أزيلال لا زال يغلب عليها الطابع الثقافي الفلكلوري مع ضعف و هشاشة التنظيمات المهنية التي تعمل دون برامج عمل طامحة للأفضل و كذا ضعف الاستثمارات في القطاع الشيء الذي يحتم على الفاعلين بالميدان الفلاحي عموما تنظيم مثل هذه اللقاءات لتبادل الخبرات و التأطير .... أما تربية الخيل و استعمالاتها بالجهة في جانب فن التبوريدة فهي عبارة عن جمعيات تنقسم حسب تقديرات أخيرة على الشكل التالي : 21 بالمئة ببني ملال و 36 بالمئة ببني ملال و 46 بالمئة بأزيلال التي تتميز تربية الخيول بها بالتقدم عن الفقيه بن صالح و بني ملال . فأين يظهر دعم الدولة لقطاع تربية الخيول ؟ تتدخل الدولة في تشجيع تربية الخيول بالمغرب منذ إحداث الشركة الملكية لتربية الفرس و ذلك لتشجيع القطاع بتأطير مربي الخيول و تحسين أصناف الخيول الوطنية و تسجيل الخيول و تتبعها عبر تطوير السباقات الوطنية للخيول . بعد هذه المداخلة تم على السبورة السينمائية لقاعة العروض إلقاء شريط وثائقي من إنتاج الغرفة الفلاحية حول المؤهلات المتوفرة لتنمية و تربية الخيول . المداخلة الثانية للدكتور عبد الله ودود من الشركة الملكية لتربية الفرس ؛ استهلها المحاضر بإعطاء تعريف تاريخي و سوسيولوجي لحضور الفرس في الموروث التاريخي للمغاربة منذ العصر الحجري مرورا بالحقب الزمنية حتى العهد البربري مرورا بالفتوحات الإسلامية للعرب حتى الدولة العلوية الشريفة ؛ ليتميز عهد الملك الراحل الحسن الثاني بالمشرق في ما يتعلق بالاعتناء بالفرس و تربيته ؛ و هي المرحلة التي عرفت ترسيخ بروز الشركة الملكية لتربية الفرس ؛ التي تعززت باهتمام جلالة الملك محمد السادس ؛ لكن الاكراهات ذات الطابع التقني و الهيكلي و الاقتصادي لا زالت حاضرة في القطاع . أما عن الشركة الملكية لتشجيع الفرس فتأسست حسب العرض منذ بداية عهد الحماية ؛ و بموجب مرسوم ملكي لتنظيم المرابط الوطنية منذ 2003 م ثم في سنة 2011 م أوكل للشركة تدبير الموارد المالية و التعاون مع الفاعلين و المهنيين للقطاع عبر تطوير و تشجيع تربية الخيول لجعلها أكثر إنتاجية و تطوير قدرة الفاعلين الخواص . كما تعمل الشركة على استراتيجية عمل محكمة نلخصها في ما يلي : - تكوين الكفاءات – تطوير تقنيات تربية الخيول – تحسين البنيات التحتية لتربية الخيول – تدخل المعهد الوطني للبحث الزراعي و معهد الحسن الثاني للزراعة و البيطرة في القطاع في المرابط الوطنية لتوفير الفحول و القيام بحملات نتائج النسل و التعاون مع الجمعيات المهتمة و المتدخلة . و قدرت المحاظرة القطيع بالمغرب في 100000 فرس 90 بالمئة منها خيول عربية بربرية و 5 بالمئة فقط بربرية تقدر ب 5000 حصان . أما معدل مساهمة القطاع في الناتج العام الداخلي للاقتصاد الوطني فيقدر في 4.5 مليار سنتيم سنة 2009 م . و ختم الدكتور المحاضر مداخلته باقتراح خطة عمل الشركة التي تلخص في تطوير الهياكل الإدارية للجمعيات و المتدخلين و المساهمين عبر شراء الفحول و حوافز الإنجاز و التوالد بمنح المربين 5000 درهم عن المهر البربري و 1500 درهم عن المهر العربي البربري .....مع تخصيص جوائز قيمة للمشاركين في المسابقات الرسمية الجهوية و الوطنية . أما المداخلة الأخيرة للندوة فهي تقنية بالأساس ؛ تمحورت حول نتائج دراسة ميدانية لقافلة التحسيس بتربية الخيول التي قامت بها الشركة الملكية لتربية الفرس و التي شارك فيها 1775 كساب عبر ربوع المغرب و التي لخصت موضوع العناية بالخيل في النقط الأربع الأساسية التالية : - محاربة الطفيليات . - التغدية السليمة و المتوازنة . - التوالد . - و ترخيص الفحول . و اختتمت الندوة بفتح المجال للجمعيات المهنية و الخيالة و الصحافيين و المهتمين بطرح العديد من التساؤلات الموازية و التي تصب جلها في صلب موضوع الندوة ؛ ألا و هو دور الشراكة ؛ و ما هي المعيقات و كيف يمكن للجميع النهوض بقطاع تربية الخيول عبرتحسين البنيات التحتية و تطوير قدرات التنظيمات المهنية بالنظرللدور الاجتماعي و السوسيوثقافي التي تقوم به داخل المغرب للحفاظ على أصالة هذا الموروث التاريخي العريق . نورالدين سعداوي .