ترأس الملك محمد السادس، مرفوقا بالأمير مولاي رشيد، أول أمس الثلاثاء، حفل افتتاح الدورة السادسة لمعرض الفرس بالجديدة، التي ستتواصل إلى غاية سادس أكتوبر الجاري تحت شعار "الفرس، أداة للإشعاع الحضاري للمغرب". و قام الملك بجولة عبر مختلف فضاءات وأروقة المعرض، خاصة أروقة "جهات المملكة"، و"الممولين"، و"الحرفيين"، و"المؤسساتيين"، و"الفضاء الدولي"، و"فضاء المربين". و تابع الملك عروضا متميزة في الفروسية، قدمها الثنائي الفرنسي فريديريك بينيون وماغالي ديلغادو (عروض في الرقص والموسيقى رفقة الأحصنة)، والفرقة الفرنسية "جيهول" (عروض فنية)، والفارس البرتغالي لويس فالينكا (كاروسيل ملكي). كما تابع لوحات في الترويض من فروسية الغرب الأمريكي، نشطتها مجموعة الفرسان "ويستيرن كارين فاغنون" (فرنسا)، ورقصة للفروسية للخيول العربية- البربرية، تم تصميمها وإخراجها من طرف الحريسات الوطنية، وعرض في الفروسية الفنية الحرة وفي الترويض، قدمها فرسان ينتمون لمدرسة فن الفروسية بمراكش، فضلا عن عرض كاروسيل من 16 حصانا قدمه خيالة المديرية العامة للأمن الوطني، إلى جانب عرض في ترويض الخيول قدمه السيد ياسين الرحموني، أول فارس مغربي تم اختياره في المسابقات الدولية لترويض الخيول. و تابع الملك عرضا في "التبوريدة" قدمته "السربات" التي تمثل مختلف جهات المملكة. وهو عرض يجسد موروثا فنيا يشكل جزءا من الهوية الثقافية الوطنية وتعبيرا قويا عن الفرح الجماعي. وتعتبر تربية الخيول الرهان الأساسي للاستراتيجية الوطنية لقطاع الخيل التي تهدف إلى مضاعفة مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي في أفق سنة 2020، و يقدر هذا الناتج حاليا ب4,7 مليار درهم (0,5 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي). ويستوعب هذا القطاع 11 ألف و500 منصب شغل مباشر وغير مباشر. ولبلوغ هذا الهدف، تحرص الوزارة الوصية ومختلف المتدخلين على تجاوز العوائق التي تعترض تطور قطاع تربية الخيول بالمملكة، وعكس منحنى الانخفاض الذي تسجله أعداد الخيول في المغرب. وتشكل هيمنة الضيعات الصغيرة أبرز عائق يواجه قطاع تربية الخيول، حيث إن 4 بالمائة فقط من المربين يمتلكون ثلاثة خيول فأكثر، مقابل 19 بالمائة في فرنسا و 50 في ايرلندا، رغم أن هذا المعطى لا ينطبق على بعض المناطق مثل الرباط وبوزنيقة والجديدة ومكناس. وكان عدد الخيول بالمملكة يقدر سنة 2011 ب 160 ألف رأس، وينحو هذا الرقم نحو الانخفاض بسبب ندرة المستعملين. وحسب تقارير الشركة الملكية لتشجيع الفرس، فإن منحنى الولادات يعرف استقرارا رغم وجود عوامل غير ملائمة كمكننة قطاع تربية الخيول. وتشكل المهرجانات والتظاهرات الخاصة بالفروسية، والتي يعتبر معرض الفرس للجديدة أبرزها، أداة فعالة في توسيع وتشجيع تربية الفرس، والتحسيس والتوعية بالطرق السليمة لهذه الممارسة، وتعميم التوجيهات اللازم اتباعها في مجال تناسل الخيول. ويتميز معرض الفرس بالجديدة، المنظم بحلبة الفروسية "الأميرة للا مليكة"، على مساحة 9 هكتارات، تشمل مساحة مغطاة تفوق 20 ألف متر مربع، هذه السنة، بمشاركة حوالي مائة من العارضين يمثلون مهنيي القطاع، والمؤسسات الوطنية والدولية والجمعيات المهنية. ويروم المعرض، الذي يشكل مناسبة للاحتفاء بالحصان في مختلف تجلياته وإبراز مكانة هذا الموروث، إن على المستويين الوطني أو الدولي، الارتقاء بالمغرب إلى مصاف الأمم الكبرى في عالم الفروسية، وذلك من خلال الحرص على تحفيز انفتاح المملكة سعيا إلى جعلها أرضية لتبادل الخبرات في مجالات تربية الخيول والرياضة وفنون الفروسية. وينتظر استقبال أزيد من 250 ألف زائر خلال هذه الدورة السادسة التي يشارك فيها حوالي مائة عارض متخصص في مختلف المهن المرتبطة بالفرس (صناعة السروج، الإسطبلات، النقل ...)، والتي سيتم خلالها عرض أجود الخيول من السلالات البربرية، العربية- البربرية، الفرس العربي الأصيل، الإنجليزي- العربي، والفرس الإنجليزي الأصيل. وتقترح هذه التظاهرة المنظمة من طرف جمعية معرض الفرس، برامج علمية وثقافية وترفيهية غنية ومتنوعة، بالإضافة إلى العرض الدولي ل "جمال الحصان العربي الأصيل"، والمباراة المغربية لمربي الخيول العربية، والدورة الثانية من "البطولة الدولية للحصان البربري"، والمباراة الوطنية للحدادة العصرية، ومباراة الفروسية الاستعراضية الخاصة بالحصان قصير القامة "البوني"، إلى جانب نهائيات "الدوري المغربي الملكي". وفي الشق العلمي، يتضمن برنامج المعرض تنظيم ندوات تهدف إلى تحسين إدراك المربين بمختلف الإشكاليات التي تعرفها تربية الخيول، مع منحهم الآليات وسبل التفكير الكفيلة بتجاوزها. و سينكب عدد من الخبراء على تدارس "معايير تقييم وقت الاسترداد بعد الجهد عند الخيول"، و"الحقن المفصلية عند خيول الرياضة"، و"الحركية الدولية للخيول". ويشارك في هذه التظاهرة ممثلو عشرين بلدا عربيا وأوروبيا، كالمملكة العربية السعودية، وتونس، وبلجيكا، وألمانيا، وهنغاريا، وفرنسا، وتركيا التي تحضر المعرض كضيف شرف. و ستعرف هذه الدورة إجراء العديد من البطولات العالمية، من بينها المباراة الدولية للقفز عبر الحواجز (ثلاثة نجوم) التي ستنظم في إطار النسخة الرابعة من الدوري الملكي المغربي، والذي يدخل في إطار تصفيات بطولة العالم عن المنطقة السابعة (إفريقيا الشمالية والشرق الأوسط)، و المباراتين الدوليتين لجمال الخيول العربية صنف "أ" والخيول البربرية.