أكد مدير الشركة الملكية لتشجيع الفرس، السيد عمر الصقلي، أن هذه المؤسسة تسعى، بفضل العناية الملكية السامية، وكافة المتدخلين في قطاع تربية الخيول، إلى رد الاعتبار للفرس بالمغرب والنهوض بقطاع سلسلة تربية الخيول. وأضاف السيد الصقلي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش معرض الفرس بالجديدة، الذي تحتضنه حلبة سباق الخيل الأميرة لل مليكة إلى غاية سادس أكتوبر الجاري، أن الشركة الملكية لتشجيع الفرس، التابعة لوزارة الفلاحة والصيد البحري، تعمل، في هذا السياق، على تفعيل الاستراتجية الوطنية لتنمية قطاع تربية الخيول بالمغرب، الرامية إلى مضاعفة مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي في أفق 2020 الذي يقدر حاليا ب7ر4 مليار درهم، مشيرا إلى أن معرض الفرس بالجديدة في دورته السادسة يشكل أيضا قاطرة لتفعيل هذه الاستراتيجية. كما تهدف إلى الرفع من فرص الشغل المباشر التي يوفرها القطاع (11 ألف و500 منصب شغل مباشر وغير مباشر حاليا)، والرفع من مساهمة القطاع في مداخيل الدولة من الضريبة على القيمة المضافة من 700 مليون درهم سنة 2009 إلى حوالي 1ر1 مليار درهم في أفق 2020. وأوضح السيد الصقلي أن هذه الاستراتيجية ترتكز على محاور أساسية تهم، بالخصوص، النهوض بتربية الفرس البربري الذي يعتبر ثروة وطنية، واستعمال الخيول في المجالات الحديثة والتقليدية والسياحية كالسباقات و"التبوريدة"، وتحسين تقنية تربية الخيول وتكوين يد عاملة متخصصة في هذا المجال سواء بالمرابط الوطنية أو لدى الخواص، مشيرا، في هذا السياق، إلى معهد مولاي الحسن لتكوين متخصصين في مجال تربية الخيول. وبخصوص المشاريع الآنية والمستقبلية لشركة الملكية لتشجيع الفرس بخصوص سلسلة تربية الخيول واحتضان سباقات الخيل الوطنية والدولية، أوضح السيد الصقلي أنها تهم تطوير وإعادة بناء العديد من البنيات التحتية خاصة بمدينة بكل من مدن وجدة ومكناس والجديدة والرباط لتكون في المستوى المطلوب وتستجيب للمواصفات الدولية فيما يتعلق بحسن الاستقبال والخدمات المقدمة لمربي الخيول والمتبارين في سباقات الخيل. كما تهم هذه المشاريع، يضيف المسؤول، تحديث مراكز التدريب بالنسبة للسباقات وتهيئة محطات تحسين النسل، وإعادة تأهيل المرابط الوطنية، وبناء حلبة جديدة للسباقات بمراكش بمواصفات دولية، فضلا عن إحداث (إعادة بناء) عيادة بيطرية بالمعهد الوطني للبيطرة والزراعة بالرباط على مساحة تقدر ب1400 متر مربع خاصة بالخيول، وذلك في إطار عقد شراكة بين الشركة الملكية لتشجيع الفرس والمعهد ستكون مفتوحة في وجه كافة مربي الخيول لتطوير وتشجيع النسل وتربية الخيول بالمغرب. وبعد أن أشار إلى أن معرض الفرس بالجديدة يعد أرضية ملائمة وموعدا سنويا للنهوض بقطاع سلسلة تربية الخيول بالمغرب وفرصة لاطلاع الجمهور ومختلف المتدخلين في القطاع على ما جد في مجال تربية الخيول، أكد السيد الصقلي أن هذا المعرض بدأ يعطي أكله بخصوص تشجيع تربية الخيل وإعادة الاعتبار للفرس بالمغرب وتشجيع الفروسية التقليدية، وأن العناية الخاصة التي يوليها جلالة الملك محمد السادس لهذا المعرض أعطت دفعة قوية لقطاع سلسلة تربية الخيول بالمغرب. وأضاف، في هذا السياق، أنه سنة بعد أخرى عن تنظيم المعرض يلاحظ اهتمام أكثر وجودة في مجال تربية الخيل من قبل المربين وباقي المتدخلين في القطاع، فضلا عن تحسن مستوى تكوين اليد العاملة المتخصصة في هذا المجال، معتبرا معرض الفرس بالجديدة بمثابة مرآة لقطاع سلسلة تربية الخيول وإعادة الاعتبار للفرس بالمملكة المغربية. تجدر الإشارة إلى أنه حسب دراسة أجرتها الشركة الملكية لتشجيع الفرس، فإن منحى الولادات بقي في استقرار، مشيرة إلى أن هذا القطاع تهيمن عليه ظاهرة وجود الضيعات الصغيرة (4 في المائة فقط من المربين يمتلكون ثلاثة خيول فأكثر مقابل 19 في المائة في فرنسا و50 في المائة في إيرلندا)، مؤكدة أن هذه الظاهرة لا تنطبق على بعض المناطق مثل الرباط وبوزنيقة والجديدة ومكناس. ويذكر أن برنامج دورة هذه السنة، المنظمة بمبادرة من جمعية معرض الفرس تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، من شأنه المساهمة في إشعاع المغرب خاصة على الصعيد الدولي عبر قطاع يحظى بمكانة متميزة لدى جميع الشعوب، بحيث تستقبل حوالي 30 عارضا من مختلف الجنسيات (أزيد من 25 بلدا). وستعرف هذه الدورة أيضا إجراء العديد من البطولات العالمية، من بينها المباراة الدولية للقفز عبر الحواجز (ثلاثة نجوم) التي ستنظم في إطار النسخة الرابعة من الدوري الملكي المغربي، والذي يدخل في إطار تصفيات بطولة العالم عن المنطقة السابعة (إفريقيا الشمالية والشرق الأوسط)، والمباراتين الدوليتين لجمال الخيول العربية صنف " أ " والخيول البربرية، فضلا عن مشاركة ستة عشر سربة تمثل جميع جهات المملكة وتنظيم سلسلة من الندوات الثقافية والعلمية ترتبط بشعار هذه الدورة وحول مستجدات مجال الطب والجراحة عند الخيول وقوانين التنقل الدولي للخيول. كما ستنظم عروض فنية للفروسية الاستعراضية فريدة من نوعها تجمع بين أفضل الخيول المدربة والفنانين الأفضل أداء في مجال الفروسية الاستعراضية العالمية، فضلا عن مسابقات في الحدادة العصرية والفروسية الاستعراضية الخاصة ب"البوني"، وعروض تنشيطية وزيارات ميدانية لفائدة الأطفال وتخصيص جوائز خاصة بمربي الخيول.