نظمت جمعية تامونت للتنمية و الثقافة بأغبالا حملة تحسيسية بأهمية النظافة حيث نزلت إلى الشارع يومي 23 و 24 غشت 2014 رفقة متعاطفيها و منخرطيها و مجموعة من الأطفال و الشباب , الذين أبانوا عن غيرتهم على بلدتهم المنسية , للمساهمة و لو رمزيا في تنظيف الشوارع الرئيسية في المنطقة , بعدما أشعرت أي الجمعية السلطات المحلية بذلك طبعا , ولقد لاقت هذه الحملة استحسانا من طرف الساكنة المحلية المعبر عنه بالدعم المعنوي و الرمزي كذلك المتجسد ( المادي) في تقديم المشروبات الغازية و الشاي و كذا الأكل للمشاركين . لكن ما لم يكن في الحسبان هو وقع يوم الجمعة 29 غشت 2014 ,حيث قام خطيب الجمعة ' الموقر' بمسجد المصلى بتوبيخ هؤلاء الشباب و اتهمهم بالسعي إلى تفرقة الأمة الإسلامية وأن تلك الحملة وبعض الإعلانات التي تنشرها الجمعية لأنشطة عديدة إنما هي و سيلة لهذه الغاية الكبرى في نظره , و استرسل شيخهم بقوله أن المهرجانات و السهرات هي سبب العواصف الرعدية و الموجات الحرارية و كل المصائب التي تعاني منها المنطقة في تلك الفترة و المغرب عامة ,وأن الخيول خلقت للحرب وليس للفروسية وقس على ذلك... من هذه الخطبة الداعشية الوهابية تفرض علينا مجموعة من الإشكالات الآتية لعلها تكون سببا لمعرفة الدافع وراء هذه الخطبة التي كان شباب المنطقة عنوانها , هل العمل الذي قامت به الجمعية ينافي مبادئ الدين ؟ أم هو عمل نبيل ؟ و ما الذي جعل شيخهم يتحدث عن الشباب بهذه الوقاحة ؟ علما أن الموضوع المخصص لتلك الخطبة من طرف الوزارة المعنية هو عملية الإحصاء أو بصيغة أدق عملية التعداد, قصد توضيح و تفسير هذه العملية للمواطنين , لكنه استهلها بالتهجم على هؤلاء الشباب الغيورين على بلدتهم , وعلى نظافة محيطهم و الساعون لنشر الوعي بأهمية النظافة و الإهتمام بالبيئة المهددة بالإنقراض بفعل وحشية بني آدم. في المقابل نجد أعداء لمثل هذه المبادرات وهذه المرة باسم الدين , فترى كيف ستتطور همجية و فكر هذا الخطيب في اتهام هذه الجمعية و متعاطفيها ؟, وهذا ما يؤكده موضوع الخطبة السالفة الذكر , علما أن الجمعية لها مشاريع مستقبلية في هذا الصدد قيد الدراسة . حيث أن الجمعية لم تواجه مثل هذا النقد ' الديني ' على منبر المسجد كهذا من قبل, رغم أنها جمعية نشيطة ,يتبين أن للخطيب توجه ديني خاص به مخالف سواء للتعاليم الإسلامية السمحة أو للتوجه الديني الذي اعتمدته الدولة المغربية , والتي اعتمدت المذهب المالكي ذو العقيدة الأشعرية , فما هذا التوجه يا ترى ؟ إنه و بكل بساطة التوجه الوهابي , وقد سبق لي أن حذرت منه في مقال عنونته ب ( بلدتي الجميلة بين الحلال و الحرام ) الذي تم نشره على بوابة بني ملال أون لاين ,إنه فكر ينسب إلى مبتدعه محمد بن عبد الوهاب ,فهذا الفكر نشأ في السعودية هو الذي ساهم إلى جانب بريطانيا في إرساء حكم آل سعود , إذا ما أمعنا النظر فيما تقوم به داعش اليوم وما قام به الفكر الوهابي في السابق .يتبين أنهم وجهان لعملة واحدة,فالوهابيون في بدايتهم دمروا مقابر الصحابة و حاولوا تدمير الكعبة وقبر الرسول محمد,وكذلك فكر داعش في بداية إعلانها للدولة الإسلامية في شمال العراق حين أعلنت نيتها للتوجه إلى السعودية وذلك من أجل تدمير الكعبة والمدينة المنورة. بعد كل ما شهدناه في الشرق الأوسط والعراق وليبيا... و ما نشاهده حتى الآن من انفلات أمني خطير بسبب المنتسبين لهذا الفكر يطرح إشكال آخر , هل هذا الفكر في مصلحة الدولة و الشعب المغربيين ؟ , كإجابة عليه فإن الواقع يعبر عن نفسه حيث أن هذا الفكر أدى إلى خلق العداوة و الخصومة بين الإخوة , بين الابن و الأب , بين الزوج و الزوجة و بين الأصدقاء فهلم جرا ... فأي رابطة أو صلة رحم مهددة بفعل هذا الفكر الخبيث , أما الشق الأول للسؤال , فوطنيا من خلال الخطاب الذي ألقاه وزير الداخلية بأن المغرب تتهدده هجمات إرهابية داعشية , و إقليميا فقد ترأس والي جهة تادلا أزيلال اجتماعا مع المصالح التابعة للدولة و فاعلين جمعويين للتداول في الخطر القادم من الشرق , أما محليا فقد استدعى رئيس الدائرة بأغبالا أعيان السلطة لتبليغهم بهذا الخطر وحثهم على اليقظة لمراقبة كل صغيرة و كبيرة من شأنها أن تهدد الأمن العام , يتبين فعلا من خلال هذا التكتيك الذي تنهجه أجهزة الدولة أن هذا الفكر لا يصب في مصلحة الدولة نفسها , لكن الغريب في الأمرأن الدولة لم تحرك ساكنا في مواجهة هذا الفكرالدخيل الذي من شانه ان يهدد أمن الدولة نفسها, علما أن هذا الفكروجد ارضية خصبة له وخلايا نائمة تنتظر اغتنام الفرص,فليس غريبا أن يلقى فكر داعش إقبالابهذه السرعة لو لم يكن الفكر الوهابي مهد له الطريق.فلماذا لم تحارب الدولة الفكر الوهابي وانتظرت حتى دخول فكر داعش ؟ . لنعد إلى خطيبنا فمنذ أن وطأت قدماه أرض المنطقة كنت على يقين أنه سيخطو خطوات سلفه وتأكد ذلك من خطبه, فجلها قد تناولها سلفه الذي لم يضيع استغلال المنبر لضرب الأمازيغية والأمازيغ والتهجم على تقاليدهم , أعرافهم , ثقافهم , لغتهم, وهويتهم و هنا تغيب القيمة التي من أجلها وجد المنبر من إرشاد و موعظة و تعليم للفرائض و السنن , و الشيء الذي يدعو للدهشة هو تخصيص هذه الإنتقادات لكل من ينتسب إلى الحركة الأمازيغية دون غيرهم هذا لأنهم يؤمنون بمذهب اللاكيف " آمن ولا تسأل " فهم ضد العقل والمنطق , لا يؤمنون بالتعددية الفكرية إذ أن كل من يخالفهم يتهمونه بالإلحاد و الكفر و الزندقة . فمثلا فقد تهجم خطيب مسجد الرحمة بأغبالا في إحدى دروسه التي يلقيها بعد آذان صلاة العشاء على الناشط الأمازيغي الأستاذ ' أحمد عصيد ' بل أكثر من ذلك فقد اتهمه في إحدى خطبه بالإلحاد , و سبقه في ذلك الخطيب السابق لمسجد المصلى الذي قال بالحرف ( اللهم عصد أمصار عصيد ) وقد سبق له أن تهجم على المهدي بن تومرت ,تطرف ديني غير معهود , يهدد أمن و سلامة الفئات المخالفة , يكبر مع تنامي الجماعات المسلحة المتأسلمة و تملص الجمعيات المكلفة بالمساجد من مهماتها وغياب وزارة الأوقاف للشؤون الإسلامية و الأسوأ هو سكوت نظراء ومراقبي المساجد والأجهزة الأمنية و أعيان السلطة على مثل هذه التصرفات , خطباء لاقوا ترحيبا رسميا من الدولة برواتب شهرية و من سكان القبيلة (أغبالا) برواتب شهرية إضافية وتوفير الأكل , المشرب ,المسكن , وكذا احترامهم لدرجة القداسة جعل منهم علماء و مفتين لكن من خلال ما سلف يتبدى أن هؤلاء قد تم تقييمهم أكثر مما يستحقون في واقعهم رغم أنهم لا يفقهون في الدين شيئا ولا يتقنون حفظ القرآن بل يكتفون باقتباس مواضيع الدروس و الخطب من بعض القنوات الوهابية كالرسالة , الصفا و الرحمة و لا يكلفون نفسهم عناء البحث و التفكير , مثل هؤلاء قيل عنهم من طرف الدكتور العلامة ''''' عدنان إبراهيم '''' ( يبعدون الناس عن الدين الإسلامي الحق بأفكارهم الهدامة , فحذاري من حملة هذا الفكر الهدام , فإن توفرت لهم الشروط و الوسائل فسينفذون ما يؤمنون به , يجب إذا استئصال جذور هذا الفكر من أجل النجاة من ويلاته الداحماد أغبالا نايت سخمان في 31غشت 2014م