جمعويو أدوز يدخلون في اعتصام مفتوح ، والمطالب اجتماعية محضة تدعو الى تنمية حقيقية مع الحفاظ على مصدر مائي مهدد بالاجتياح؟ ضدا على تلكؤ السلطات في التعاطي مع ملفهم المطلبي، وضدا على تعنت رجل يقول المحتجون انه يسعى الى تحدي ارادة حوالي 1500 نسمة ،، ومن أجل تنمية حقيقية ، أعتصم عشرات المواطنين بدوار أدوز بجماعة فم العنصر بإقليم بني ملال، مطالبين بالتدخل الفوري لسلطات الولاية لحماية مصدرهم المائي الوحيد ، مما سيلحق به من اضرار نتيجة عزم صاحب ضيعة على حفر بئر ثاني لا يبعد عن المصدر المائي الأول، ،الذي كانت ولاية جهة تادلة ازيلال قد تكفلت بتنسيق مع شركائها المحليين بحفره بمبلغ مالي يناهز 500 مليون سنتيم تقريبا ،الا ببضعة امتار يقول المحتجون انها لا تحترم المعايير المعمول بها في هذا الاطار. السكان ،وفي تصريح منهم للجريدة، اكدوا انهم سوف لن يرفعوا اعتصامهم الا بعد الاستجابة الفورية لمطالبهم، او على الاقل فتح حوار جدي من شأنه اخذ بعين الاعتبار مطلبهم الاساسي الذي يهم الضغط على صاحب الضيعة لاحترام المسافة القانونية بين البئر المصدر الذي يزود ساكنة ادوز بالماء الشروب وبين بئره الخاص بضيعته الخاصة ايضا. والى جانب هذا، نظم االمعتصمون، مسيرة احتجاجية جابت الشارع الرئيسي بدوار ادوز، وذلك يوم 30 غشت الجاري مباشرة بعد تنصيب خيمة المعتصم ، رفعوا خلالها شعارات منددة بالوضع الهش لأدوز وبالاقصاء والتهميش الذي طاله منذ مايزيد عن عقدين من الزمن، بالرغم، يقولون ، من التحولات التي عرفتها الجماعات الترابية على امتداد الوطن.وقال منظموا التظاهرة ، ان الحيف الذي يعيشونه من جراء هذا التدبير اللاعقلاني للشأن العام ،لايقبله العقل ويتناقض وما جاء في الخطابات السامية لصاحب الجلالة الذي ما فتيء يدعو المرة تلو الاخرى من خلالها الى النهوض بالعالم القروي والانصات الى المواطن وسن سياسة القرب ، وتفعيل اهداف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وترشيد الخدمات وتفعيل المفهوم الجديد للسلطة واجرأة الحكامة بالإدارات والمؤسسات.. وتساءل المحتجون، عن أي من هذه النقط قد تحقق بأدوز، وعن سر هذا الصمت المريب تجاه مطالبهم العادلة؟ وادوز، يقول احد المؤطرين للاعتصام، الذي يفتقر الى كل البنيات التحتية من طرق وازقة وشوارع..، الى جانب مختلف المرافق الهامة كالمراكز الصحية والأمنية والتعليمية والسوسيو ثقافية ،يعرف بالمقابل طفرة نوعية في قطاع التعمير غير المهيكل ، وانتشارا موازيا لبعض المظاهر اللاخلاقية التي بدأت تدب في شرايين هوية الشباب بالمنطقة ، الأمر الذي يطرح اكثر من سؤال عن افاق الدوار ومستقبله ، وامكانية اعادة هيكلته ،في ظل هذا التعثر التنموي الذي يمشي بخطى السلحفاة؟. وسياسة اللامبالاة والتسويف التي طالت هذا الملف المطلبي يتابع المتحدث، هي التي جعلت الساكنة اليوم من خلال هذا الكم من المحتجين يرفعون "نعش/" جنازة ادوز، إشارة منهم على اننا فعلا نعيش موتا بطيئا في غياب تجاوب فعلي مع ملفنا المطلبي الذي ارتبط زمنيا بنقط جد محددة، وهي الماء والكهرباء والطرق وليس اكثر او اقل من هذا ، حتى هذه اللحظة بالذات ، حيث اصبحنا نستحيي من عرض هذا الملف على انظار المسؤولين بسبب رتابة المضمون، ومرارة الأجوبة الاجترارية. ان واقع ادوز وفي ظل هذا الوضع المتشظي،يخلص المتحدث، يحتاج الى سياسة تدبيرية محكمة ،تناقض سياسة الوعود والتسويف والمماطلة، لان الأمر لا يتعلق بحملة انتخابية مرحلية، وإنما بواقع اصبح قابلا للاحتقان في اية لحظة، خصوصا عندما يتعلق الموضوع باحدى اهم المواد الضرورية في حياة الانسان وهي الماء الذي بدونه تستحيل الحياة ، ولذلك وخلافا لما تروجه ابواق السلطة من ان لاحتجاجات السكان علاقة بحملة انتخابية سابقة لاوانها ، نقول اننا رفعنا راية هذه المطالب مباشرة بعد الاستحقاقات الماضية، ومنذ ذلك ونحن ننتظر تنفيذ المسؤولون لوعودهم، لكن لا أدان لمن تنادي ، الى حدود اللحظة حيث برزت شرارة اكثر خطورة لاعلاقة لها بالسياسي او الجمعوي ، انما بإنسان أدوز في شموليته ، واعتبار الماء مطلب جماعي ، وذو صلة بكل الاطياف والالوان وبالمواطن العادي هو في واقع الأمر، ما يؤكد خطورة الوضع ، ولنا في ثورة الجياع حدث لايقبل النسيان.