ساوباولو 16/05/2014 في الظروف الحاسمة التي تمر بها القضية الوطنية وتطوراتها وتعنت خصوم وحدتنا الترابية وإصرارهم على إطالة أمد الصراع المفتعل ومراوغاتهم الكثيرة والعديدة, واعتماد الخصم على سياسة الإغراء المالي وشراء الذمم واستنزاف خيرات البلاد الجار والدعم اللا مشروط للبوليساريو واحتضانهم وإملاء استراتجيات تحركاتهم، نتيجة لكل هذا برزت الحاجة إلى استنفار الشعب المغربي عن بكرة أبيه للمشاركة الفعالة في الدفاع عن الثوابت الأساسية للمملكة المغربية. وهذا ما دعا إليه صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله ونصره في خطبه الأخيره لما لجلالته من حكمة وعبقرية وسداد تصرف بإشراك جميع مكونات الشعب المغربي في القضية المصيري. كان من الضروري التنسيق التام والكامل بين الديبلوماسية الرسمية والشعبية لما للأولى من صفة رسمية تجعلها تتحرك في إطار رسمي ولديها الإمكانيات المادية والمعنوية لإبلاغ المواقف المغربية الرسمية من الصراع المفتعل, وطرح الحلول الرسمية التي تقدمت بها المملكة المغربية لإنهاء هذا الصراع الذي يهدد استقرار المنطقة والسلم العالمي ولما للثانية أي الدبلوماسية الشعبية من قابلية للتحرك في أوساط عامة الناس والتنسيق مع جمعيات المجتمع المدني للدفاع عن الثوابت الوطنية وطرق أبواب المنظمات والهيئات الدولية لإثارة الانتباه لمعانات المحتجزين والمختطفين.وإبراز التورط الكامل للنظام الجزائري منذ بداية الصراع المفتعل . أما خارج الوطن فيمكن للتنسيق بين الدبلوماسيتين أن يكون بارزا في العديد من المجالات حيث يلعب نشطاء مغاربة العالم الجمعويون دورا فعالا لخدمة القضية الوطنية والتعريف بها وحشد الأصدقاء والداعمين والمتعاطفين، كما يتسلح مغاربة العالم بإتقان لغة البلد لإيصال رسائل تخدم القضية وتدحض أكاذيب وأطروحات الأعداء وتعريتهم من المسوح التي يتمسحون بها في مجال حقوق الإنسان والاستعمار وتقرير المصير وغيرها من الأكاذيب التي يستميلون بها بعض الحقوقيين وجمعيات المجتمع المدني التي ليست لها المعلومات الكافية والحقيقية عن القضية الوطنية وتطوراتها وجرأة الحل السياسي الذي طرحته المملكة المغربية لحلحلة الصراع المفتعل. ويبقى للدبلوماسية الرسمية دور فعال في دعم الدبلوماسية الشعبية في الخارج ماديا ومعنويا، وإحداث خلية تجتمع لدراسة الوسائل والطرق الناجحة لإيصال موقف المملكة المغربية للمسؤولين والسياسيين والصحافيين وأصحاب القرار في البلد الضيف ولعل تجربنا الشخصية في جمهورية البرازيل الفيدرالية غنية وفريدة من نوعها، بدأنا التحرك بشكل فردي منذ وصولنا إلى البرازيل في أوائل تسعينات هذا القرن، فتحت لنا المدارس والمعاهد ومقرات الحزبية والحكومة للتعريف بالقضية الوطنية والصراع المفتعل منذ بدايته والتاريخ والأرض والناس الذين يؤكدون على مغربية الصحراء، وبعد تأسيسنا لغرفة التجارة والصناعة المغربية البرازيلية سنة 2007 م كثفنا من نشاطنا بكل كبير ورسمي إذ بدأنا التنسيق مع سفارة المملكة المغربية في جميع الأنشطة والتحركات وعلى رأسها القضية الوطنية، كما بدأ تنسيقنا العملي والفعلي مع الدبلوماسية الرسمية في هاته الفترة. ومنذ ذلك الحين تجدد نضالنا وتعزز بدعم سفارة المملكة المعنوي لنا، فكان السفراء السابقون يطلبون منا تمثيل المملكة المغربية في العديد من التظاهرات الدولية والمحلية. لم نترك فرصة إلا والنضال من أجل القضية هدفنا، واستغللنا جميع الوسائل القانونية للوقوف سدا منيعا في وجه أطروحات خصومنا . ومحطة مهمة ورئيسية من محطات النضال كانت دجنبر سنة 2012م، لما حضرت لقاءا دوليا لدعم الشعب الفلسطيني وفي مثل هاته المناسبات يحاول أعداء وحدتنا الترابية الحرص على المشاركة فيها لتضليل الرأي العام بالمقارنة بينهم وبين معانات الشعب الفلسطيني الشقيق، ولكن سقط في أيديهم لما علموا أن هناك وفدا ومناضلين مغاربة سيشاركون في اللقاء، فكانت فرصة عظيمة وتجربة كبيرة تعرفت فيها على أخي وصديقي عبد الرزاق نسيب الصحفي والفاعل الجمعوي المقيم بالبرازيل. ومن هناك انطلقت صداقتنا وتقوت وازدادت لما تبين أننا نناضل في خندق واحد وندافع عن قضية إجماع مغربي ملكا وشعبا وحكومة. وكما تكلل هذا النضال بدعوة سفير المملكة المغربية الحالي الأستاذ لعربي المخاريق لنا للمشاركة في جلسة الاستماع بمجلس النواب الفيدرالي البرازيلي، حيث واجهنا أعداء الوحدة الترابية وبينا الحقائق التاريخية والإنسانية التي تجمع المملكة المغربية بأقاليمها الجنوبية، ووضحنا بالدلائل والأرقام عدد المحتجزين والعائدين والتورط الجزائري. كما كان لكلمة سفير الممكلة المغربية الصدى القوي والكبير جعلت مخططات الخصوم تفشل جملة وتفصيلا و قد سهل السيد السفير حضورنا بكل الوسائل المادية والمعنوية وسهر ودبلوماسيو السفارة المغربية على راحتنا . وقبل هاته المشاركة تشرفت بتمثيل الجمعية المغربية "الصحراء بيتنا" للدبلوماسية الشعبية الاستباقية بجمهورية البرازيل الفيدرالية. ختاما القضية الوطنية قضية المغاربة قاطبة كلما أدركنا حجم هاته المسؤولية والمهمة كثفنا من التعاون والتنسيق وتسجيل الإصابات والانتصارات ضد خصوم وحدتنا . * رئيس غرفة التجارة والصناعة المغربية البرازيلية وممثل الجمعية المغربية"الصحراء بيتنا' للدبلوماسية الشعبية الاستباقية