اش خبارك ا لمزوق من برا هذا مثل من أمثالنا الشعبية التي استعير لوصف الحالة المرضية التي تنخر بني ملال منذ ما يناهز 30 سنة وإن لم اقل أكثر ، ولن أعود إلى سرد النهب الذي طال هذه الحمامة البيضاء لأن أبناء ونساء المدينة الحقيقيون كلهم يعرفون ما وقع ، وسأكتفي من خلال هذه الصورة المعبرة والتي ربطت من اجل جعلها تثبت في مكانها لأنها لا ترغب في هذا الموقع رغم أنها نقلت إليه قسرا وبثمارها إضافة إلى الشجرة التي تم غرسها في مدار المجلس البلدي والتي تروي للناظر أنها من الأشجار المعمرة وقد اقتلعت من منبتها الحقيقي قسرا ومجبرة هي والنخلة على الكذب وشهادة الزور ولتقولا لكل زائر أو ضيف إنهما هنا منذ زمن طويل وهما يعلمان أن من احضرهما حكم عليهم بالإعدام لأن جذور الزيتون والنخيل تنقب عن الماء في باطن الأرض وكيف لهما أن يعيشا وأساس المكان كان" مزفتا" ولا يمكن للجذور أن تخترقه أما اللون الذي اختير لواجهة الشوارع فقد يعتبره العارف للون المدينة الأصلي انه مجرد تغطية لما وراء الوجهات أما " الضراقات " أي السور الذي بني حول سوق " برا" القديم والمحطة القديمة فالبعض يعتبره ضروريا لمنع المتسكعين من الجلوس على السور الأصلي وأنا أقول لهم لو كان بناءه منذ سنوات لشاطرناهم الرأي لأن الظرفية التي نشطت فيها هذه المجالس بهذه الوثيرة الغير معتادة تنم عن الخوف الذي اعتراها وأرقها لأنها تعرف أن صاحب الجلالة سيزور هذه القرية الكبير كما وصفها نصره الله في زيارته الأخيرة ، لأن الخوف في علم النفس أنواع كما يقول المثل الشعبي " الخوف والهروب رجولة في بعض المواقف " أما أصحابنا فخوفهم ينم عن ما يخفونه وخروقاتهم وعدم الوفاء بالتزاماتهم تجاه هذه المدينة التي لو كانت المجالس المتعاقبة على تسيير الشأن العام تقوم بواجبها بوطنية وحب لهذه المدينة لكانت من أجمل المدن المغربية سياحيا واقتصاديا ولأصبحت عروسا تضاهي أجمل المدن العالمية ( وأحيل هؤلاء إلى مكانة المدينة اقتصاديا في سبعينيات القرن الماضي بحيث أنها كانت تعتبر ثاني منطقة منتجة فلاحيا واقتصاديا بعد عمالة عين السبع بالدارالبيضاء) أما الآن فقد أصبحت أول مدينة تنهب خيراتها وتصب إما في مراكش أو في الدارالبيضاء كما انها تعتبر موردا لكل من يريد الاغتناء والكل يعرف تاريخ كل من مروا من هذه المجالس ويعرفون وضعيتهم المادية والاجتماعية ومنهم من بدأ من الصفر أصبح الآن من أغنى أغنياء المدينة وبين عشية وضحاها أو بقدرة قادر ،ولن أطيل لأني لو أردت أن نتصفح تاريخ المجالس المتعاقبة لدام تدوين هذا التاريخ لمدة ولاية كل مجلس دون أن نصل إلى نقطة النهاية ، لذا من خلال هذا المنبر نرحب بملكنا الهمام ملتمسين من سدته العالية بالله وبإلحاح أن يعيد لهذه المدينة اعتبارها ومكانتها ويحاسب الكل لأن سكان المدينة الأصليون ملوا من هذه الحالة التي وصلت إليها مدينتهم.