لم تكن لدي نية لكتابة هذه المقالة التي تعتبر نقدا لاذعا لبعض الاحزاب والنقابات التي كانت لها في السبعينيات مصداقية وشعبية ، لكنها حاليا لم تعد تمثل إلا ثلة من المتهافتين على حماية مصالحهم او للوصول الى مناصب اما وزارية او تحقيق اهداف شخصية ، فالمعروف على المناضل الحر الحقيقي انه يتميز بالأنانية الغيرية اي ان مصالح الآخرين هي الاولى قبل مصالحه الشخصية لكن ما لاحظته وقد لاحظه المتتبعون للشأن السياسي والنقابي بالمغرب وخاصة قراء الجرائد الحزبية هذا إذا كان فعلا يمكن تسميتها بالجرائد اما انا فاعتبرها جرائد لاجترار نزاعات اما شخصية او حزبية فمنها من رفع عصاه ملوحا بها على الحكومة الحالية اذا لم اقل ان اغلبهم واغلب رموز هذه الاحزاب تطل علينا كل يوم بشعارات مناوءة لعمل الحكومة الحالية وكلهم اصبحوا ينظرون ويفتون وينتقدون كل ما تقوم به الحكومة من اصلاحات .... لكن الغريب في هذه الحملة ان كل هذه الاحزاب التي كانت هي اليسار الحقيقي بالمغرب اضافة الى الاحزاب التي فرخت وولدت من جراء خلافات شخصية محضة وأخذت تردد شعارات مصلحة الشعب والوطن وهي في الحقيقة تذر الرماد على اعين من لا يفقهون في اللعبة السياية التي تبنوها منذ ما اطلق عليه بالربيع العربي ،لأنها نسيت انها تحملت مسؤولية تسيير دوالب الحكومة ولم تكن المعارضة تعارضها بالطريقة التي يعارضون بها العمل الحكومي الحالي ، فإذا كانوا فعلا احزاب لهم مرجعية تاريخية فكان عليه ان يتركوا الخلافات المفتعلة جانبا ويرد كل من اختلس اموال الشعب والدولة للدولة ويطلب السماح من الشعب ، واذا كانت لديهم غيرة على هذا الشعب فعليهم تنزيل القوانين المنظمة للدستور عاجلا وينكبوا على ايجاد حلول معية الحكومة وجمعيات المجتمع المدني هذا الأخير الذي اعتبره هو القاطرة الحقيقية لتنمية هذا الوطن اما احزابنا فقد تاهت وراء تهافتها وراء الحقائب والتهرب من الضرائب وعرقلة محاربة الفساد هذا الشعار الذي رفعوه جميعا في حملتهم الانتخابية وهاهم يعرقلون هذه الحرب لأنهم متورطون في الفساد وماخفي اعظم ، لذا فمن هذا المنبر ندعوهم الى الاعتراف بانهم لم تكن لهم الجراة على محاربة الفساد وحتى على الاعلان عن اسماء المتورطين ، وان يعترفوا ان النار بدأت تقترب منهم وهذا ما جعلهم يضعون شتى العراقيل امام الحكومة الحالية لكي لايتم الكشغ عن اسماء جميع المتورطين في الفساد ونسوا ان الحساب إذا لم يكن في العاجلة فإن الباقية حسابها اعسر ، وانصحهم بترك الحكومة الحالية تقوم بمهامها ويساعدوها في ذلك كما انبههم ان الشعب المغربي لم يعد ذلك الشعب الذي يمكن استقطابه بشعارات اكل الدهر عليه وشرب وبافتعال خلافات بين الحزم الحاكم لاستمالة الناخبين في الانتخابات المقبلة، فالشعب كما يقول المثل الدارج فايق وعايق بقوالبكم. ولا داعي للبحث عن اعذار فكلكم سبحتم في الماء العكر ..........؟! محمد صبير غير منتم لأي حزب