لا ادعي انني اقتصادي محنك حين احاول ان ادلي بدلوي في بعض الأمور الاقتصادية، خاصة إذا كانت تهم مصير الوطن، من هنا سأتطرق إلى موضوع الاستثمارات الأجنبية بالمغرب. شكل الاستثمار في الاقتصاد المغربي هاجس الدولة منذ أن أعلن الملك الراحل الحسن الثاني أن المغرب معرض للسكتة القلبية، من تم بدأ التفكير في برنامج الخوصصة، إلا أن المثير في هذا المجال هو أن وجهة الاستثمار كانت في الخدمات وليست في الصناعات المنتجة لفائض القيمة باستثناء صناعة السيارات والتي لا تهم إلا شريحة من المواطنين، فكان أول قطاع تم بيعه للأجانب هو اتصالات المغرب تم تبعه بعد ذلك الماء والكهرباء و وقنوات التصريف الصحي بالمدن الكبير وحتى ببعض المدن الصغيرة، فماذا أعطت هذه الخوصصة؟ - أولا: استنزاف خزينة الدولة من العملة الصعبة حيث أن ما يضخه المهاجرون في الدول الأروبية لخزية الدولة من هذه العملة من الباب يتم إرجاعه عبر هذه الشركات إلى بلدانهم من النافدة؛ - مباشرة بعد أن تمكنت هذه الشركات خاصة التي تعمل في التصريف الصحي، لم يكن همها هو خدمة هذا المجال بل كان همها الوحيد هو الربح، فانسدت القنوات بفعل الأمطار حتى كادت تغرق مدينة كبيرة كالدارالبيضاء مثلا؛ - قد يقول قاءل ما علاقة هذا بعنوان المقال؟ والإجابة واضحة وضوح الشمس، فحسب الخبراء فإن أشرس استعمار هو الاستعمار الاقتصادي؛ - عندنا مكاتب وطنية سواء المختصة بالماء الصالح للشرب أو الكهرباء وهي بالمناسبة شكلت منذ أمد طويل، لماذا إذن لا تتكلف بهذه المجالات دون اللجوء إلى الأجنبي؟ - نسيت أن أشير إلى أنه تمبيع حتى استغلال المزابل للأجانب كمزبلة الدارالبيضاء التي تم بيعها لشركة أمريكية، هل هذه الشرة اشترت حقوق استغلال هذه المزبلة لسواد عيون المغاربة أم لشيء آخر؛ - كفى من الاستهتار بحقوق المغاربة في العيش الكريم والعدالة الاجتماعية، أليس لنا من الكفاءة لتدبير أمورنا بشكل عقلاني يعود بالنفع على الوطن والمواطنين؟