خيمت روح القائد بمنظمة الكشاف الجوال سليم الهبوب على أجواء الحفل الذي أقامته المنظمة، أول أمس السبت، بسلا، احتفاء بذكرى تأسيسها التاسعة عشر، حيث كان القائد بالمنظمة قد توفي لحظات قبل الحفل بسب أزمة قلبية. وانطلق الحفل مساء أول أمس بالوقوف ترحما على الفقيد الذي ساهم في الإعداد لحفل المنظمة قبل أن يداهمه الموت عشية تخليد ذكرى ميلاد منظمة الكشاف الجوال. وتميز الحفل، الذي أهداه أعضاء المنظمة لروح القائد سليم الهبوب، بالكلمات والشهادات التي ألقاها العديد من الفاعلين في حق منظمة الكشاف الجوال، وكانت أول الشهادات من طرف محمد القرطيطي رئيس الجامعة الوطنية والتخييم، الذي أكد على الدور الأساسي والحيوي الذي تلعبه منظمة الكشاف في تأطير الطفولة المغربية وتعزيز العرض التربوي الذي تقدمه الجمعيات الهادفة إلى إسعاد الطفولة المغربية. وأشاد رئيس الجامعة الوطنية للتخييم بالمبادرات التي تقوم بها منظمة الكشاف الجوال، معتبرا أنها مبادرات تنبني على قيم نبيلة، هدفها ترسيخ المبادئ والقيم الوطنية في نفوس الأطفال والشباب المغربي، مشيرا إلى أن الجامعة الوطنية للتخييم كإطار عام تعتز بهذه الإسهامات التي تقدمها منظمة الكشاف الجوال. ونوه القرطيطي بالمجهودات التي يبذلها أعضاء وعضوات المنظمة من أجل النهوض بالطفولة المغربية وإثراء العرض التربوي رغم كل الصعوبات التي أضحت تواجه المنظمات والجمعيات المهتمة بالشأن الطفولي والإشكالات التي تعوق عروض التخييم بالمغرب. من جهته، دعا القائد العام لمنظمة الكشاف الجوال وديع درموك إلى توحيد الجهود ولم شمل الجمعيات المهتمة بالطفولة المغربية من أجل مواجهة كل الصعاب والتحديات التي أصبحت تلوح في الأفق والتي من شأنها أن تؤدي إلى نكوص في العرض التربوي، مبرزا أن الحل يكمن في وضع حد ونهاية للصراع بين الجمعيات الكشفية وتحقيق الوحدة، كما أن الحل يكمن في أن ترفع وزارة الشباب والرياضة الدعم لفائدة هذه الجمعيات وأن تساهم من جانبها في إغناء عروض التخييم وتأطير الأطفال والشباب. إلى ذلك أوضح درموك إلى أن الاحتفاء بالذكرى التاسعة عشر لمنظمة الكشاف الجوال يعبر عن مدى التزام المنظمة بمبادئها وأهدافها اتجاه الطفولة المغربية. هذه الأهداف التي تقوم على روح التطوع وروح التضامن وروح المواطنة، يقول درموك، مضيفا أن الحفل نقطة لمواصلة مسار السعي لهذه الأهداف التي ترمي المنظمة إلى ترسيخها في نفوس الأطفال من خلال رعايتهم وترسيخ قيم المواطنة والوطنية في قلوبهم، مشيرا إلى أن المنظمة تجعل الإنسان محورا لأهدافها وتعمل على تنشئة مواطن الغد قادر على تحمل المسؤولية ويتمتع بروح المواطنة، مؤكدا على الدور الفعال للمنظمات الكشفية في تحقيق هذه الأهداف والغايات. من جانبه أشاد عزوز الصنهاجي عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية بالعمل والمجهود الجبار الذي تبذله منظمة الكشاف الجوال في خدمة الصالح العام وتربية النشء على قيم المواطنة وروح المسؤولية. وقال الصنهاجي «إن حزب التقدم والاشتراكية فخور ومعتز بكون منظمة الكشاف الجوال إحدى منظماته الموازية، وذلك لكونها أولا وقبل كل شيء منظمة نشيطة بشكل متواتر ومستمر». مشيرا في هذا الصدد إلى أنه قل ما توجد منظمة تعمل بمجهود أكبر وبشكل متواتر ومستمر بشكل تصاعدي على مدى 19 سنة. وأكد عزوز الصنهاجي على أن ما يميز منظمة الكشاف الجوال هو ترسيخها لقيم التطوع في زمن أصبح فيه التطوع نادرا، يقول القيادي بحزب التقدم والاشتراكية، وكذلك تميزها بالأخلاق العالية، والخصال العالية والجدية و»المعقول» الذي يميز مناضليها ومناضلاتها. وأوضح عضو المكتب السياسي على أن حزب التقدم والاشتراكية يعمل من جانبه على تعزيز وتقوية السند لمنظمة الكشاف الجوال لأنها منظمة مواطنة في الأول والأخير وتعمل على خدمة الحركة الكشفية المغربية وخدمة المصلحة العامة والطفولة والشبيبة المغربية. الكاتب العام للشبيبة الاشتراكية والبرلماني عن حزب التقدم والاشتراكية جمال كريمي بنشقرون أشاد بدوره بالإسهامات التي تقدمها منظمة الكشاف الجوال كذراع موازي لحزب التقدم والاشتراكية إلى جانب باقي المنظمات الموازية بما فيها الشبيبة الاشتراكية ومنظمة الطلائع أطفال المغرب وباقي الهيئات، مؤكدا على الدور المحوري والجوهري الذي تلعبه هذه المنظمة الكشفية باعتبارها ركيزة أساسية سواء كمنظمة موازية للحزب أو كمنظمة فاعلة في الحقل التربوي ومساهمة في تربية وتنشئة الطفولة المغربية. وأكد جمال كريمي بنشقرون، في كلمته، على دعم الشبيبة الاشتراكية لكافة الأشكال التربوية والأنشطة التي تقوم بها منظمة الكشاف الجوال، منوها بمجهودات وعطاءات أعضاءها وعضواتها من أجل إرساء وتكريس أخلاق المواطنة وخدمة الصالح العام، خصوصا وأنها ذات القيم التي يدعو إليها حزب التقدم والاشتراكية، والتي يعمل على إرساءها قيادة وقواعدا ومنظمات موازية. هذا وعرف الحفل الفني الذي تخللته العديد من الأنشطة والفقرات الفنية التي نشطها شباب من منظمة الكشاف الجوال، تكريم العديد من فروع المنظمة بالمغرب، حيث تم بداية تسليم ذرع التميز لفرع بني ملال، ثم ذرع التميز لفرع الدارالبيضاء برئاسة الطبيبة فتيحة برناص، وذلك على هامش تنظيم هذا الفرع لقافلة طبية لفائدة المناطق البعيدة والجبلية والتي كانت آخرها منطقة تحناوت جنوب المغرب، حيث كرمت المنظمة فريق الأطباء والممرضين الممثلين لفرع البيضاء وسلمت لهم الشارة الرمزية للمنظمة، بالإضافة إلى تكريم العديد من فروع المنظمة عبر ربوع المملكة والتي أسهمت في تنويع العرض الذي تقدمه منظمة الكشاف الجوال.