احتضن المركب الثقافي حسن الصقلي بسيدي البرنوصي بالدارالبيضاء، يوم الأحد 16 أبريل الجاري، الطبعة الثامنة للمهرجان الدولي للرقص والتعبير الجسدي الذي دأبت على تنظيمه، سنويا، منظمة الطلائع أطفال المغرب جهة الدارالبيضاءسطات. وقد تميزت نسخة هذه السنة التي عرفت نجاحا باهرا واستقطبت عدد كبيرا من الجمهور، بمشاركة فرق كوريغرافية وفنانين من الكامرون وساحل العاج والسينغال وغنيا كوناكري والمغرب بالإضافة إلى مجموعة من فروع منظمة الطلائع أطفال المغرب وطنيا وجهويا، بلوحات فنية وتعبيرية رسمت من خلالها معاني الانفتاح والسلام والتسامح والتعايش في أبهى تجلياته. وقد التأمت تلك الفرق فوق خشبة مسرح المركب الثقافي حسن الصقلي، في عروض تعبيرية موسومة بلغة الجسد، باعتبارها مؤشر حضاري على علو الثقافة بصفة عامة، حيث يتماهى الجسد مع الموسيقية التعبيرية في إيقاعاتها الإفريقية والأمازيغية، ليعلن من خلالها، صراحة كسر الحواجز الجغرافية، في عالم تزداد فيه الحاجة يوميا إلى لغة تواصلية تتجاوز المقروء والمكتوب، ويعلن عن صفاء الفكر والرؤى والإيمان بتلك القيم النبيلة التي يتوخى الفن ترسيخها ونشرها بين الشعوب. وقد رسخت هذه الدورة، وفق ما أكده رشيد بوكبيدة مدير الدورة الثامنة وعضو المكتب التنفيذي لمنظمة الطلائع أطفال المغرب، انفتاح المنظمة على الرقص والتعبير الجسدي الإفريقي، الذي يجسد تلك العوالم الفنية للعمق المغربي وأصوله باعتباره جزء من هذا الفضاء الجغرافي والثقافي العام، مشيرا إلى أن مهرجان الرقص والتعبير الجسدي المنظمة الطلائع أطفال المغرب، بلغ سن النضج، وأصبح يفرض ذاته ضمن خريطة المهرجانات الوطنية إن لم أقل القارية الذي لها هذه الخصوصية التربوية وتنظم من قبل منظمة تعمل في المجال التربوي. من جانبه، ذكر رشيد روكبان رئيس منظمة الطلائع أطفال المغرب، بالمستوى العالي الذي وصل إليه المهرجان الذي أصبح تقليدا سنويا يتطلع إليه مناضلو ومناضلات المنظمة في جميع الفروع على المستوى الوطني، مشيرا إلى أن مهرجان الرقص والتعبير الجسدي بات يعتبر من أهم المهرجانات التربوية التي استطاعت أن ترسخ تقليد المشاركة الأفريقية منذ دوراته الأولى. وأثنى روكبان على العمل الذي تقوم به فروع منظمة الطلائع على مستوى جهة الدارالبيضاءسطات، مؤكدا على أن المستوى الذي وصل إليه المهرجان هو بفضل المجهودات التي يقوم بها الرفاق والرفيقات وفي مقدمتهم المنسق الجهوي وعضو المكتب التنفيذي رشيد بوكبيدة، داعيا في الوقت ذاته إلى مزيد من العطاء والعمل خدمة لقضايا الطفولة المغربية. وقد جسدت هذه الدورة قيمة الاعتراف والعرفان من خلال تكريم حسنة كرام طباخ المنظمة التي تتكلف بطهي الوجبات الغذائية للأطفال أثناء فترة المخيمات الصيفية للمنظمة، وقد سلمها درع التكريم رشيد روكبان إلى جانب طفلة من أطفال المنظمة في إشارة لا تخلو من دلالة تحيل على أن أطفال الطلائع ممتنون للخدمات التي تقدمها لهم السيدة حسنة كرام. وعرفت حضور النائبة عائشة لبلق عضوة الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية وبعض أعضاء اللجنة المركزية بجهة الدارالبيضاء سطا وقيادة منظمة الطلائع أطفال المغرب، وممثل مقاطعة سيدي البرنوصي، الذي ألقى كلمة بالمناسبة، أكد من خلالها على أهمية على هذا المرهجان أصبح ضمن الأنشطة الثقافية والفنية الكبرى التي تقام داخل المجال الترابي للمقاطعة، التي تعمل جاهدة لدعم مثل هذه التظاهرات التي تكتسي بعدا تربويا وفنيا. كما تميزت الدورة، بمشاركة فرقة شباب أحواش التي قدمت لوحات فنية أمازيغية ألهمت حماس الجمهور، صعدت به من قمة الفني المغربي إلى عمقه، في تجسيد متفرد للتعدد والتنوع اللغوي والثقافي المغربي، بالإضافة إلى مشاركة بعض فروع منظمة الطلائع أطفال المغرب كفرع سيدي مومن الذي قدم لوحة تعبيرية، ومشاركة فرقة جمعية family crew the للتنمية والرياضة والفنون الحضرية بخريبكة في لوحة تعبيرية بعنوان حياة فنون الشارع. وتخلل هذا المهرجان الذي أدارت فقراته باقتدار الفنانة والمنشطة حنان خالدي، لوحات فنية فكاهة من تقديم الطفلة الفنانة هند بنار التي رسمت ابتسامة خاصة على محيا الجمهور الذي انبهر لتلك الفرات الفينة التي قدمها فنان الطلائع أشرف بشري الذي أبدع في فن ما بعرف ب " beat box" بالإضافة إلى مشاركة فرقة المرحوم مصطفى مستعد في لوحة تعبيرية بعنوان لعبة الشيطان. كما عاش جمهور المهرجان لحظات جميلة مع الإيقاعات الإفريقية التي فرق فنية من الكامرون-ساحل العاج -غينيا كوناكري والسينغال.