شدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، في تقريره الأخير إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حول الصحراء، على ضرورة الانسحاب الكامل والفوري للبوليساريو من المنطقة العازلة الكركرات. وأكد غوتيريس، في تقريره الذي وزع أول أمس الاثنين، على أعضاء مجلس الأمن، أنه "يظل يشعر بقلق عميق إزاء استمرار تواجد عناصر مسلحة من جبهة البوليساريو بهذه المنطقة، وإزاء التحديات التي يمثلها وجود هذه المنطقة العازلة". وفي هذا الإطار، أقر غوتيريس بأن هذا الوضع "يهدد بانهيار وقف إطلاق النار"، وسيكون له "تأثير خطير" على الأمن والاستقرار بالمنطقة جمعاء. وتمثل الكركرات مشكلا بين البوليساريو ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وفي هذا التقرير الذي يؤكد بوضوح مسؤولية الجزائر في هذا النزاع، بالنظر إلى أنه شدد على أن الجزائر مدعوة إلى تقديم مساهمة كبيرة في مسلسل المفاوضات، ذكر الأمين العام للأمم المتحدة بصحة المعايير المحددة من قبل المجلس منذ سنة 2007 للتوصل إلى حل سياسي مقبول من الأطراف، والمتمثلة في أن تجري المفاوضات بحسن نية، مع مراعاة التطورات الجارية منذ سنة 2006، وفي أهمية التحلي بالواقعية وروح التوافق في المفاوضات، وفي ضرورة تحلي الأطراف بإرادة سياسية للدخول في مفاوضات جوهرية ومكثفة، إضافة إلى دعوة دول المنطقة إلى التعاون في ما بينها ومع الأممالمتحدة لتحقيق تقدم في المفاوضات. وأوصى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس بتمديد مهمة بعثة المينورسو 12 شهرا، إلى غاية 30 أبريل 2018، قائلا في تقريره، "أوصي بأن يمدد المجلس مهمة بعثة المينورسو لمدة 12 شهرا إضافيا إلى غاية 30 أبريل 2018″، داعيا مجلس الأمن إلى أن "يطالب جبهة البوليساريو بالانسحاب الكامل وبدون شروط من منطقة الكركرات". وفي المقابل، حرص الأمين العام للأمم المتحدة على "الإشادة بالرد الإيجابي للمغرب على الدعوة التي وجهها للجانبين بالانسحاب من منطقة الكركرات"، مؤكدا على أنه "يظل يشعر بقلق عميق إزاء استمرار تواجد عناصر مسلحة من جبهة البوليساريو بهذه المنطقة، وإزاء التحديات التي يمثلها وجود هذه المنطقة العازلة". وفي هذا الإطار، أقر غوتيريس بأن هذا الوضع "يهدد بانهيار وقف إطلاق النار"، وسيكون له "تأثير خطير" على الأمن والاستقرار بالمنطقة جمعاء. وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس عن نيته في إعادة إطلاق مسلسل المفاوضات بناء على الواقعية وروح التوافق في إطار دينامية وروح جديدتين للتوصل إلى حل سياسي مقبول من الأطراف في قضية الصحراء، وفقا لقرارات مجلس الأمن. وأشار التقرير إلى قرار المغرب القاضي بالسماح بعودة 17 من الموظفين المدنيين من البعثة، وتعاونه مع منظمة الأممالمتحدة من أجل الطي النهائي لهذا الملف. واستحضر تقرير الأمين العام الأممي مقاطع عديدة من الخطاب الذي ألقاه جلالة الملك محمد السادس، بمناسبة الذكرى 41 للمسيرة الخضراء، في سادس نونبر 2016، والذي أكد من خلاله جلالته على أن "أقاليمنا الجنوبية… قوية بتعلق أبنائها بمغربيتهم وبالنظام السياسي لوطنهم". وفي هذا الخطاب الملكي، يضيف تقرير غوتيريس، أن جلالة الملك أعرب عن ارتياحه لأن الأقاليم الجنوبية أضحت، بفضل نموذجها التنموي، والمشاريع التي تم إطلاقها، "قطبا تنمويا مندمجا وفاعلا في محيطها الجهوي والقاري، ومحورا للتعاون الاقتصادي بين المغرب وعمقه الإفريقي". من جهة أخرى، تطرق التقرير للانتخابات التشريعية لسابع أكتوبر 2016، مؤكدا أن هذه الاستحقاقات مرت دون تسجيل "أي حادث".