أكد وزير الثقافة، محمد أمين الصبيحي، الإثنين الماضي بالقنيطرة، أن توسيع مجالات الدعم الموجه للمسرح من قبل الوزارة مكن من استفادة نحو 151 مشروعا ثقافيا وفنيا برسم سنة 2016، خصص لها غلاف مالي ناهز 15 مليون درهما، بعد أن كان هذا المبلغ لا يتعدى ثلاثة ملايين درهما ونصف سنة 2012. وأوضح الصبيحي، خلال الافتتاح الرسمي لفعاليات الاحتفال باليوم العالمي للمسرح بالمركز الثقافي بالقنيطرة، أن دعم المشاريع الثقافية والفنية في قطاع المسرح أصبح يتم وفق مقاربة جديدة تنطلق من مكتسبات المراحل السابقة وتنبني على توسيع مجالات الدعم بإدماج توطين الفرق المسرحية بالمسارح والرفع الملموس للميزانية المرصودة، وذلك وفق منهجية تشاركية مع المهنيين. وأبرز أن صيغ الدعم همت، على الخصوص، توسيع شبكة المسارح بإحداث ما يفوق 40 فضاء مسرحيا ما بين 2012 و2016، مع إعطاء الأولوية للمدن البعيدة والمناطق شبه القروية، علاوة على تعديل قانون الفنان، الذي أصبح يهم الفنان والمهن الفنية، إلى جانب تكثيف ترويج الأعمال المسرحية بمختلف التظاهرات والمهرجانات المنظمة على مدار السنة. وشدد على أن المقاربة الجديدة للدعم المسرحي التي تنهجها الوزارة منذ سنة 2012 أصبحت تعطي ثمارها، لاسيما أيضا من حيث العناية بالأوضاع الاجتماعية للمبدعين وتوفير الشروط المواتية لأداء عملهم، في سياق ذلك، يضيف الوزير، على أن الوزارة تحرص على تكريم شخصيات مرموقة في مجال التمثيل، نظير ما تقدمه للارتقاء بالمسرح المغربي إلى جانب التلفزيون والسينما، من طينة الفنان المقتدر عبد القادر مطاع، ذي السجل الحافل بالأعمال المسرحية والإذاعية والتلفزية والسينمائية، وكذا الفنان القدير نور الدين بكر، أحد أبرز نجوم الكوميديا في المسرح والتلفزة والسينما. وشدد الوزير على أن هذا التكريم هو تكريس لثقافة الاعتراف وعربون على الحب الذي نكنه لهذين الفنانين، ومن خلالهما لكل الفنانين المغاربة ورسالة شكر وعرفان بالسنين الطويلة التي قضوها في العمل الفني، لافتا إلى أن الوزارة مطالبة بمزيد من العمل والدعم لفائدة المسرح والمسرحيين.. ويعد عبد القادر مطاع من أبرز الفنانين الذين ترعرعوا في درب السلطان بالدار البيضاء، ليكتشف بعد انقطاعه عن الدراسة مبكرا وتنقله بين عدة مهن وحرف، عالم الدراما وشغفها في بداية ستينيات القرن الماضي، ومنذ ذلك الحين راكم الفنان مطاع سجلا حافلا بالأعمال والمشاركات الفنية في المسرح والتلفزيون والإذاعة والسينما. أما نور الدين بكر فهو من أشهر نجوم الكوميديا بالمغرب حيث شارك في أعمال مسرحية كثيرة لكبار المخرجين وبمعية أشهر النجوم والفنانين من أجيال مختلفة. وقد سطع نجمه في عدة أعمال تلفزية من تمثيليات ومسلسلات وأفلام، إلا أن الفترة المميزة في مساره الفني هي تسعينيات القرن الماضي مع فرقة مسرح الحي التي أدى معها أدوارا عدة إلى جانب ثلة من النجوم الكوميديين البارزين. ولم تفت الوزير، أيضا، الإشادة بمناقب بعض المسرحيين الذين رحلوا إلى دار البقاء، من قبيل الفقيدين محمد حسن الجندي وجمال الدين الدخيسي، مسجلا أن هذين الإسمين "بصما الساحة الفنية والمسرحية بأثرهما الإبداعي والإنساني الذي تجاوز حدود المملكة". والجدير بالذكر أن فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للمسرح، الذي يصادف السابع والعشرين من شهر مارس من كل سنة، تتميز هذه السنة بتقديم نحو 180 عرضا مسرحيا بمختلف مدن البلاد.