أكد البروفيسور حسن الريحاني رئيس الجمعية المغربية للتكوين والبحث في الأنكولوجيا الطبية رئيس قسم الأنكولوجيا الطبية في المعهد الوطني للأنكولوجيا، أن حملات التشخيص المبكر التي تقوم بها مؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطان، مكنت من خفض معدل انتقال الخلايا السرطانية من عضو إلى آخر، أو ما يسمى بالانبثاث، إلى أقل من 7 في المائة سنة 2017، مقارنة ب60 في المائة عام 1997. وأوضح البروفيسور الريحاني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش أشغال المؤتمر الوطني الثامن للأنكولوجيا الطبية بالرباط، أن هذه النتيجة تعكس الأثر الإيجابي للتشخيص المبكر بفضل الحملات التحسيسية لمؤسسة للا سلمى بشراكة مع وزارة الصحة في جميع جهات المملكة. وشدد البروفيسور الريحاني على أن تشخيص الأورام السرطانية في مرحلة مبكرة يتيح فرصة أكبر للشفاء، مؤكدا أن الحملة التحسيسية التي نظمتها مؤسسة للا سلمى سنة 2016 حققت هدفها باستفادة حوالي مليون امرأة. وأضاف أن المغرب حقق قفزة نوعية في مجال مكافحة هذا الداء منذ إحداث المؤسسة سنة 2005، وذلك بإنشاء 16 مركزا استشفائيا لعلاج السرطان في جميع جهات المغرب لتعزيز خمس مستشفيات جامعية كبرى في الرباط والدار البيضاء ومراكش وفاس ووجدة بالإضافة إلى المراكز الإقليمية للحسيمة ومكناس وأكادير وغيرها، مضيفا أنه سيتم قريبا انشاء مركزين استشفائيين جديدين مخصصين لعلاج هذا الداء في مدينتي العيون وبني ملال. وأكد أن المغرب يعد أول بلد يتوفر على مخطط وطني للوقاية من مرض السرطان ومراقبته، ويضم 78 إجراء عمليا تشمل الوقاية والكشف المبكر والتكفل بالعلاج والتدابير المواكبة للمرضى، مشيرا إلى أن المملكة التي عانت سنة 2004 من ندرة الأخصائيين في مجال السرطان لديها اليوم أكثر من 90 طبيبا أنكولوجيا. وأضاف أنه بفضل الجهود التي تبذلها هذه المؤسسة، يتوفر المغرب اليوم على سجل إقليمي يتيح الرؤية حول انتشار السرطان في جهات مختلفة من المملكة والكشف عن السرطانات الأكثر شيوعا، مشيرا إلى أن السرطان الأكثر انتشارا لدى النساء هو سرطان الثدي متبوعا بسرطان عنق الرحم في حين أن سرطان الرئة هو أكثر شيوعا لدى الرجال. وأبرز أن المملكة تتوفر حاليا على مراكز استشفائية بخدمات لوجستية وتجهيزات مهمة لتسهيل الولوج إلى العلاج، مشيرا إلى أن برنامج "الولوج" التي أعدته مؤسسة للا سلمى بشراكة مع الصناعة الصيدلانية تمكن المرضى المعوزين الذين لا يتوفرون على تغطية صحية من الاستفادة من الأدوية لعلاج هذا الداء والتي تعد مكلفة. ويروم هذا المؤتمر، الذي تنظمه الجمعية المغربية للتكوين والبحث في الأنكولوجيا الطبية، تعزيز التكوين الطبي المستمر في مجال الأنكولوجيا الطبية، كما يهدف إلى توحيد جهود جميع الأخصائيين في علاج الأورام على المستوى الوطني وتمكينهم من تبادل الخبرات.