قال قائد منظومة الحماية الجوية في سلاح الجو الإسرائيلي، تسفيكا حايموفيتش، الإثنين الماضي، إنه لم يكن هناك أي تردد في تفعيل منظومة الصواريخ «حيتس» لاعتراض الصاروخ السوري، نهاية الأسبوع الماضي، بعد «تشخيص تهديد بالستي يهدد إسرائيل»، يحمل نحو 200 كيلوغرام من المواد المتفجرة. وقال حايموفيتش، إن التعليمات والسياسات والأوامر واضحة جدا «تحييد واعتراض أي تهديد يعرض المواطنين للخطر، وهذا ما حصل». على حد قوله. وكانت الحادثة قد وقعت مؤخرا، عندما هاجمت طائرات سلاح الجو الإسرائيلي أهدافا في سورية. وخلال عملية إطلاق النار، بحسب التقارير الإسرائيلية، أطلقت الدفاعات السورية عدة صواريخ باتجاه الطائرات الإسرائيلية. وأضافت المصادر ذاتها، أن الصواريخ لم تصب الطائرات، وردا على ذلك، أطلقت منظومة «حيتس» صاروخا اعترض أحد هذه الصواريخ السورية، شمال القدس، وتناثر الحطام في الأردن. ورجحت تقديرات إسرائيلية، أنه تم إطلاق الصاروخ من قاعدة عسكرية قرب مدينة حمص، التي تبعد نحو 400 كيلومتر عن شمال الأغوار. وأجرى سلاح الجو الإسرائيلية تحقيقا بعد الحادثة، أكدت إسرائيل في نهايته، وللمرة الأولى، أنها استخدمت منظومة «حيتس» لاعتراض صاروخ باليستي. ونقل عن ضابط في سلاح الجو الإسرائيلي قوله، بعد التحقيق، إن الصاروخ السوري المضاد للطائرات، من طراز Sa5 تم تشخيصه على أنه صاروخ «أرض – أرض»، وذلك بسبب المسار البالستي من نقطة إطلاقه وحتى نقطة إصابة الهدف، ولذلك تم اعتراضه. وجاء أن الجيش الإسرائيلي يعتقد أنه تم إطلاق الصاروخ باتجاه الأرض عن طريق الخطأ، ولكن المنظومات شخصت على أن الحديث عن تهديد بالستي، ولذلك تقرر اعتراضه. كما جاء أن التحقيق الذي أجري من قبل منظومة الدفاعات الجوية، أكد على مصداقية اتخاذ القرار باعتراض الصاورخ، خاصة وأن الحديث عن صاروخ يحمل رأسا قتاليا يصل إلى أكثر من 200 كيلوغرام، وكانت التقديرات تشير إلى أن موقع سقوطه سيكون في مركز الأغوار، حيث تم تفعيل صافرات الإنذار. وقال ضابط سلاح الجو المذكور إن اتخاذ قرار باعتراض صاروخ السوري قد تم خلال ثوان معدودة. وفي حديثه مع المراسلين الصحافيين، قال حايموفيتش، إنه لم تكن هناك أية تساؤلات بشأن تفعيل منظومة «حيتس». وقال إن «التهديد الذي كان، في ساعات الفجر من يوم الجمعة الماضي، كان تهديدا بالستيا مؤكدا. وفي مثل هذه الحالات، لا مكان للتساؤل أو التردد. وظيفتنا ومهمتنا وهدفنا هو تحييد هذا التهديد، وهذا ما فعلناه». على حد قوله. وفي سياق ذي صلة، قالت صحيفة «هآرتس»، إن الجيش الإسرائيلي سوف يعلن، بعد أسبوعين، عما يسمى «منظومة العصا السحرية» أو «مقلاع داوود» كمنظومة عملانية. والحديث هنا عن منظومة لاعتراض الصواريخ ذات المدى المتوسط، وخاصة تلك الثقيلة. ومن المتوقع أن تكون المنظومة، في المستقبل، قادرة على اعتراض طائرات مسيرة (طائرات بدون طيار). ونقل عن ضابط في الكتيبة التي تقوم بتفعيل المنظومة قوله إن «العصا السحرية» تدخل بالضبط بين «حيتس» وبين «القبة الحديدية»، وهي معدة لاعتراض صواريخ أكثر تطورا وتعقيدا. وجاء أيضا أنه خلافا ل»القبة الحديدية» التي تم نشرها في مواقع مختلفة في كافة أنحاء البلاد، من الجولان السوري المحتل وحتى إيلات، فإن «العصا السحرية» سوف يتم نصبها في عدة مواقع إطلاق ثابتة، بشكل مماثل لمنظومة «حيتس».