تتألق في المهرجان الدولي للفنون الزنجية بدكار افتتحت الفرقة الصحراوية «منات عيشاتا»، مساء الأحدالماضي، العروض المغربية المبرمجة في إطار الدورة الثالثة للمهرجان الدولي للفنون الزنجية، إذ استطاعت المجموعة أن تشد انتباه الجمهور الحاضر بالمهرجان الذي ينتمي إلى جنسيات مختلفة، وتجاوب مع إيقاعات الأغاني الحسانية ورقصات «الركزة» التي أبدعنها عضوات المجموعة. فبعد حفل لموسيقى «الساول» الإفريقية و»الجاز» وآخر خصص لباقة من المقطوعات الصوفية أدتها مجموعة ليبية، جاء دور مجموعة «منات عايشات» التي كانت عروضها مناسبة للجمهور المتعدد المشارب لاكتشاف الإيقاعات الصحراوية المغربية، مصحوبة ب»الركزة» التي تمزج بين الرقص و»الجذبة». بآلات بسيطة، «الطبل»، و»الكمبري»، وبكلمات منتقاة من الشعر الحساني وإيقاعات متنوعة وجميلة استطاعت الفرقة أن تأسر قلوب الجمهور الحاضر من مختلف الجنسيات، ونجحت بسحر الموسيقى في أن توحده في لحظة فنية راقية بالرغم من تنوع لغته وثقافته. وكان لسحر الفضاء، الذي احتضن هذا الحفل القريب من نصب يحيل على النهضة بدكار، وقع على الجمهور الذي أبان عن إعجابه بالإيقاعات الصحراوية المنبعثة من الآلتين، كما زادت الأزياء الزرقاء (الكندورة) لأعضاء الفرقة الحفل بهاء وتألقا. وقبل اختتام هذا الحفل، كان الجمهور كذلك على موعد مع فرقة مغربية أخرى تؤدي اللون «الكناوي»، التي قدمت عرضا مزجت فيه «الكناوي» ب «الحساني» في قالب فني جميل خلق جوا كان سيده بامتياز الانبهار بالإيقاعات المغربية المتنوعة والمبهرة. وأبرزت مشاركة هذين اللونين المغربيين الأصيلين، «الحساني» و»الكناوي» في أمسية أمس الأحد من هذا المهرجان المنظم تحت شعار «الاكتشاف»، جذورهما الإفريقية بشكل جلي. وبالتالي فمشاركة الفنانين المغاربة في المهرجان الدولي للفنون الزنجية، التظاهرة الثقافية والفنية الافريقية، عكست غنى وتنوع وأصالة الفن المغربي المنتمي إلى جذوره الإفريقية. وهكذا سيبرز ثلة من الفنانين المغاربة, الذين سيشاركون في مختلف الحفلات طيلة فترة المهرجان الذي سيستمر إلى غاية 30 دجنبر الجاري، في هذا النوع من الفن. وتتضمن فقرات هذا المهرجان أيضا عروضا للأزياء وحفلات للموسيقى «الكناوية» ومعارض الصناعة التقليدية وتقديم فنون الطبخ، وعروض سينمائية، والموسيقى الشبابية، مما سيعطي نظرة بانورامية لغنى التراث المغربي بمناسبة هذه التظاهرة التي تعرف مشاركة دولية كبيرة. وينظم المهرجان الدولي للفنون الزنجية في نسخته الثالثة من 10 إلى 30 دجنبر الجاري منذ أن تم إحداثه سنة 1967، ويعد من أهم التظاهرات الفنية الإفريقية، إذ يشارك فيه العشرات من البلدان، ويهدف إلى تعزيز مساهمة القارة الإفريقية في مختلف مجالات الفنون والثقافة بالعالم.