انطلق أمس بجنوب إفريقيا المهرجان العالمي السابع عشر للشباب والطلبة، الذي تقيمه الفيدرالية العالمية للشباب الديمقراطي (الوفدي)، ويتميز بمشاركة أزيد من عشرين ألف شاب من 109 بلد عبر العالم، يلتفون حول الشعار المركزي للمهرجان: «لنناضل ضد الامبريالية، من أجل السلم والسيادة والتضامن». ويعتبر هذا المهرجان، الذي تنظمه (الوفدي) المؤسسة منذ 1945، التظاهرة الشبابية اليسارية الأضخم في العالم، وعرفت مختلف دوراته مشاركة المنظمات الشبابية الديمقراطية والتقدمية المغربية، وشهد نضالها الشرس من أجل الوحدة الترابية العديد من المواجهات مع الانفصاليين ومع الوفد الجزائري ونظيره الكوبي والجنوب إفريقي، وجرت تطورات عديدة منذ كان المهرجان يشهد شبه إجماع ضد المغرب، إلى أن صارت المنظمات الشبابية المغربية اليوم تتولى المسؤوليات القيادية داخل الفيدرالية المنظمة، مثل الشبيبة الاشتراكية التي تنسق عمل منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والشبيبة الاستقلالية التي تتولى حاليا مهمة المراقب المالي.. وبمناسبة دورة جنوب إفريقيا واجهت المنظمات المغربية، بإمكانياتها الذاتية وبقوتها الوطنية والنضالية، العديد من العراقيل والمعارك خلال مختلف المراحل التحضيرية، سواء على مستوى شعار المهرجان أو ملصقه أو في البرنامج، وقد تمكنت، في إطار ندوات ونقاشات المهرجان، من إدراج لقاء حول: «قضية الصحراء وآفاق الحل السياسي، الحكم الذاتي وتقرير المصير»، وعززت قائمة المشاركين الشباب بخبراء مغاربة وشخصيات سياسية وطنية لتفعيل الترافع المغربي ومواجهة أضاليل الخصوم والماكينة الدعائية الجزائرية. ولإدراك قوة المعارك التي خاضتها المنظمات الشبابية المغربية (خصوصا: الشبيبة الاشتراكية، الشبيبة الاستقلالية والشبيبة الاتحادية) خلال الدورات السابقة لهذا المهرجان، يكفي التذكير هنا بدورة الجزائر سنة 2001، ودورة كوبا سنة 1997، بالإضافة طبعا إلى دورة كاركاس بفنزويلا عام 2005، كما لا بد من لفت الانتباه هنا إلى أن ممثلي الانفصاليين الذين كانوا في المواجهة مع المنظمات الشبابية المغربية طيلة دورات المهرجان في الثمانينات والتسعينات هم الذين صاروا اليوم من قياديي الانفصاليين وممثليهم في عدد من الدول، وكل هذا يبين مستوى الأهمية التي يعطيها خصوم المغرب لهذا المهرجان الشبابي الكوني، ولمثل هذه التظاهرات المدنية التي يزيد المشاركون فيها عن عشرات الآلاف. لقد تألقت الشبيبات الحزبية الديمقراطية التقدمية دائما في المعركة ضد خصوم الوحدة الترابية للبلاد، وكانت تخوض المواجهات معززة بقناعاتها الوطنية الراسخة، وبتكوينها السياسي والنضالي، واليوم أكثر من أي وقت مضى، لا بد من الوعي بأهمية مثل هذه المنتديات العالمية، وضرورة دعم المشاركة المغربية فيها ...