التوتر المستمر للصحفيين يؤدي إلى الموت في سن مبكرة نبهت الأوساط الصحية التشيكية إلى أن الكثير من مدراء الأعمال وإدارات الشركات الكبيرة والناس الذين تتطلب مهنهم التواجد في حالة من التوتر النفسي المستمر كالصحفيين ورواد الفضاء والمسؤولين عن أبراج التوجيه في المطارات لا يعيشون عمرا طويلا ويشهدون انتكاسات صحية خطيرة بسبب عدم إتقانهم إبطاء وتيرة حياتهم في الوقت المناسب وحالة التنافس التي يخوضونها مع الآخرين أو تحت ضغط الوقت باستمرار. وأشارت إلى أن هذه الشرائح من الناس وغيرها من التي يتواجد أفرادها في ظروف مماثلة تعمد إلى مواجهة الضغوط والتوترات النفسية التي تخضع لها يوميا باللجوء إلى النيكوتين والكافيين أو الكحول بدلا من تخفيف الأعباء الواقعة عليها وممارسة الرياضة المفيدة وأخذ قسط مفيد من الراحة الأمر الذي يلحق الضرر بصحتهم. ونبه جراح القلب التشيكي يان بيرك إلى أن هذه المجموعات من الناس تتبع نظاما غذائيا سيئا أيضا وتتنافس مع الآخرين بشكل متواصل مؤكدا أن التوتر النفسي يستنفذ القلب جدا ولذلك يسمى بالقاتل البطيء والصامت. وأشار إلى أن الجسم عندما يكون عرضة لضغوط قوية لفترة طويلة فانه تتحرر منه مواد تتراكم لاحقا في الشرايين بالتدريج ثم تسدها وان ذلك يجري في اغلب الأحيان بشكل غير ملفت وقد يظهر للمرة الأولى في اللحظة التي يكون فيها الأوان قد فات للتغلب عليه. ونبه إلى أن المعدل الوسطي الذي يموت فيه الكثير من الناس ولاسيما في أوروبا هو 73 عاما أما المعدل الوسطي لأعمار مدراء الأعمال ومدراء الشركات المختلفة فيقل عن ذلك بعشرين عاما. وعلى خلاف الناس المصابين بالأمراض القلبية الذين تظهر عليهم ذلك من خلال زيادة في الوزن أو البدانة فان أغلب مدراء الأعمال يكونون عادة نحيلين ومع ذلك فإنهم يصابون بالجلطات القلبية أو الدماغية بكثرة. وتنبه الأوساط الطبية التشيكية إلى أن العديد من الدراسات الدولية تؤكد بان نصف الرجال هم من النوع A الذي يتميز بالسعي الزائد وبالعمل بوتيرة استثنائية حتى الحدود القصوى للتحمل. وأن الوقت يمثل بالنسبة لهم عامل ضغط و يتميزون بكثرة استخدامهم لكلمات مثل «أبدا» «وبأي ثمن كان» «وهذه هي كلمتي الأخيرة» وهؤلاء يعتبر احتمال إصابتهم بالأمراض القلبية ضعف أقرانهم من الرجال الهادئين أو الذين لا يقومون بالمنافسة. ويكون الوضع أسوأ بكثير عندما يتحول التنافس إلى موقف عدائي نحو الآخرين لان الغضب والعداوة تضعف بشكل كبير الشرايين وفق دراسة أميركية حديثة. ويؤكد الدكتور بيرك بان مدراء الأعمال ينتمون إلى المجموعة «A» وان الوفيات المفاجئة التي تحدث بينهم بكثرة تعود إلى أن الجسم البشري لا يزال يعمل على نفس الصورة التي كان يعمل بها في العصور البدائية ولذلك ففي الأوضاع الصعبة التي يمر بها تجري عدة عمليات داخل الجسم تقوم بتحضيره عمليا إما إلى الهجوم أو إلى الفرار. وأضاف وبالنظر لكون ذلك لا يتم يقوم رجال الأعمال بتهدئة أنفسهم بسيجارة أو بتناول القهوة الأمر الذي لا يناسب وضع الجسم الذي يتواجد في حالة إقلاع. وأبدى استغرابه من تنامي شعبية ممارسة رياضة الغولف بين رجال الأعمال وغيرهم من الناس الناجحين مع أن الغولف حسب رأيه ليس بالرياضة التي تبدد التوتر.