تم مؤخرا تدشين قصبة أيت حمو أو سعيد الواقعة على بعد بضع كيلومترات من مدينة أكدز في إقليم زاكورة، وذلك بعد انتهاء مؤسسة البنك المغربي للتجارة الخارجية للتربية والبيئة من أشغال ترميم هذه القصبة وتحويلها إلى مؤسسة تعليمية عمومية. وتندرج هذه المبادرة في إطار المشروع الرائد الذي تنهض به مؤسسة البنك المغربي للتجارة الخارجية المعروف باسم»مدرسة.كم» والذي يهدف إلى تقريب وتوفير فرص التعليم للأطفال خاصة في العالم القروي، وذلك تماشيا مع الفلسفة التي قامت عليها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وفضلا عن تحويل هذه البناية التاريخية إلى مدرسة تتيح لأطفال الدواوير المنتشرة في منطقة أيت حمو أوسعيد، فرصة للتعلم ابتداء من المستوى ما قبل الابتدائي، وذلك بتسخير أجهزة ديداكتيكية متطورة مثل السبورة التفاعلية، فإن هذه المبادرة التي أقدمت عليها المؤسسة والمتمثلة في ترميم القصبة، مكنت أيضا من إعادة الاعتبار إلى هذه الصرح المعماري والهندسي الذي كان في حالة جد متقدمة من الانهيار. واعتبرت العابدة في كلمة ألقتها بالمناسبة أن ترميم قصبة أيت حمو أو سعيد وتحويلها إلى مدرسة «ينضاف إلى سجل المنجزات الزاخر لمؤسسة البنك المغربي للتجارة الخارجية للتربية والبيئة، التي تعتبرها الوزارة فاعلا أساسيا وشريكا متميزا للمنظومة التربوية الوطنية». واستعرضت كاتبة الدولة في هذا السياق، المجهودات التي تبذلها المؤسسة من أجل توسيع شبكة «مدرسة.كم» التي أصبحت اليوم تضم حوالي 60 مؤسسة تعليمية موزعة عبر مختلف جهات المملكة، ويستفيد من خدماتها حوالي 14 ألف تلميذ وتلميذة. أما ليلى مزيان بن جلون فعبرت في الكلمة التي ألقتها خلال حفل التدشين عن اعتزاز مؤسسة البنك المغربي للتجارة الخارجية للتربية والبيئة بهذه المبادرة التي لا تقف عند حدود ترميم معلمة عمرانية تاريخية وإخراجها من دائرة النسيان, بل تتعدى ذلك عندما تم تحويل هذه القصبة إلى مدرسة تتوفر فيها جميع الشروط المادية والبشرية القادرة على الاستجابة لتطلعات سكان المنطقة في استفادة أبنائهم من حقهم في التربية والتعليم. واعتبرت مزيان بن جلون أن إقدام المؤسسة على ترميم وصيانة تراثنا الثقافي والهندسي، إلى جانب عمل المؤسسة الموجه لتعزيز المنظومة التربوية يشكلان بادرة لخلق قيم مجتمعية رائدة تصب في خدمة التنمية المنسجمة والمندمجة, وتدعم جهود التنمية المستدامة والمتوازنة التي يتأسس عليها صرح البلاد.