شغب وتكسير واعتقال أكثر من 34 قاصرا فاز الوداد على غريمه التقليدي الرجاء بهدفين لواحد يوم السبت في لقاء الديربي البيضاوي المؤجل من الدورة العاشرة من بطولة القسم الوطني الأول لكرة القدم. وكان الوداد هو السباق للتسجيل عبر محسن ياجور في الدقيقة 29 وأدرك الرجاء التعادل في الدقيقة 52 من ضربة حرة للمتخصص حسن الطير. وسجل البديل أحمد أجدو هدف التفوق للوداد من ضربة حرة في الدقيقة الثالثة من الوقت المحتسب بدل الضائع. وكان الرجاء هو الأفضل ميدانيا في هذه المباراة التي احتضنها مركب محمد الخامس بالدار البيضاء بحضور 60 ألف مشجع من أنصار الفريقين وتحت أنظار البلجيكي إيريك غيريتس مدرب المنتخب المغربي. وارتقى الوداد الذي لعب بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 51 بعد طرد المدافع جمال عليوي إلى المركز الثاني رافعا رصيده إلى 18 نقطة متقدما بثلاث نقاط على الرجاء الذي تراجع إلى المركز الرابع. بداية المباراة التي سبقها تنافس في المدرجات بين انصار الفريقين بالألوان الخضراء والحمراء التقليدية شهدت أفضلية واضحة للرجاء الذي كان بامكانه التقدم بعد مرور 14 ثانية بعد ارتداد الكرة من الحارس لكن ياسين الصالحي سدد عاليا. ومرر الصالحي كرة بينية خلف المدافعين نحو السنغالي مامادو بايلا الذي انفرد بالمرمى لكنه سدد من مسافة قريبة في جسم الحارس نادر المياغري. ورد الوداد بعد أربع دقائق بتسديدة عبد الحق ايت العريف من داخل منطقة الجزاء لكن الكرة مرت بجوار المرمى قبل أن يعود المياغري ليحافظ على نظافة شباكه عندما تصدى لكرة من ركلة حرة نفذها هشام أبوشروان وتابعها بايلا. وعلى عكس سير اللعب استحوذ ايت العريف على الكرة من يونس بلخضر قبل أن يراوغ الدفاع ويمرر نحو ياجور الذي سدد الكرة في الشباك ليضع الوداد في المقدمة. ومنح هذا الهدف ثقة كانت مفقودة لدى لاعبي الوداد الذين امسكوا لأول مرة بزمام المبادرة فيما غاب رد فعل الرجاء بعد أن اهدر سلسلة من الفرص المتاحة. وسدد الظهير الأيسر خالد السقاط كرة في الدقيقة 40 من ضربة حرة على مشارف منطقة الجزاء لكن الحارس طارق الجرموني أبعدها بصعوبة. ودخل الرجاء الشوط الثاني بشكل أفضل وبحث جديا عن إدراك التعادل وأثمر ضغط أصحاب الضيافة عن ضربة حرة بعد ست دقائق أدت إلى طرد مدافع الوداد عليوي بعد تلقيه الانذار الثاني. ونفذ الطير تنفيذ الضربة الحرة لترتطم الكرة بالعارضة قبل أن تسقط داخل المرمى ليدرك الرجاء التعادل. واستفاد الرجاء من التفوق العددي ليضغط بقوة على ضيفه خاصة بعد اشراك العائد محسن متولي الذي قاد في الدقيقة 62 هجمة من الجهة اليسرى ورفع الكرة نحو رأس لانسيني كوني لاعب ساحل العاج لكن الحارس أبعدها. وتبادل الفريقان الهجمات إلى ان احتسب الحكم خليل الرويسي ضربة حرة نفذها باتقان البديل أجدو لتخدع الكرة دفاع وحارس الرجاء وتستقر في الشباك في الدقيقة الثالثة والأخيرة من الوقت المحتسب بدل الضائع. مباشرة بعد نهاية اللقاء عاثت بعض الجماهير المحسوبة على الفريقين فسادا في الأرض، حيث كانت حافلات النقل الهدف الأول للغاضبين من الجانبين، وعادة ما تعرف شوارع البيضاء يوم الديربي أعمالا للشغب تقوم بها الجماهير. وحسب مصادر أمنية، فإن عدد المعتقلين والذين هم أغلبهم من القاصرين قد حدد في 34 مناصر، وقد قام رجال الأمن بمجهودات كبيرة في سبيل السيطرة على الوضع حيث يكون المتضرر الأول هو شركة نقل المدينة. تصريحات * المدرب الفرنسي ديغو كارزيطو: المباراة كانت جد صعب لأن الفريق الخصم جد متمرس، كما أنه استطاع تسيد المباراة رغم تسجيلنا الهدف السبق وحاولنا الضغط عليه في محاولة بعثرة أوراقه، لكنه خلال الجولة الثانية استطاع تدارك الموقف بتسجيله هدف التعادل مع مطلع الشوط الثاني ما أعطاه ثقة في نفس جعلته يناقش أطوار المباراة بطريقته الخاصة، الشيء الذي أدى إلي ارتباك اللاعبين وبدأوا يشكون في قدراتهم. وأضاف أنه لم يكن يتوقع أن يخرج فائزا بهذا السيناريو، رغم أنني كنت أحث اللاعبين أن يبقوا مركزين بشكل جيد طيلة المباراة.» * عبد الرحمن المساسي لاعب الوداد «أول شيء أود أن أشكر الجمهور الذي ساندنا وحضر بشكل كبير إلي الملعب، إذ لم أتوقع هذا الحضور خصوصا بعد تحقيقنا لنتائج سلبية في الدورات الأخيرة، أتمنى أن هذا الفوز أن يضعنا في السكة الحقيقية في قادم الدورات. * عبد الصمد أوحقي: من الصعب تجرع مرارة الهزيمة التي كانت غير متوقعة، لأننا تسيدنا أطوار اللقاء وخلقنا الكثير من المشاكل للخصم وأتيحت لنا فرص سهلة للتسجيل، صحيح أننا خيبنا أمال الجمهور الذي كان يراهن على الفوز، وبهذه المناسبة أطلب من الجمهور أن ينسى هذه الهزيمة وأن مشوار المنافسة على اللقب لحسم بعد. * محمد فاخر مدرب الرجاء «إن سبب الهزيمة هو أننا لم نحسم المباراة مبكرا بعد تضييعنا لجملة من فرص التسجيل، وكما هو معروف عندما تتيح لك مثل هذه الفرص ولا تترجمها إلي أهداف فانتظر ما هو أسوء، وقد أدينا ضريبة ذلك بسب عدم التركيز والاستهانة بالخصم، لأن عقلية اللاعب المغربي تبقى هاوية. وأضاف صحيح أن أداء الفريق تحسن وبدأت تظهر عليه ملامحه الحقيقية التي افتقدها لكن ما زلنا نعاني من مشكل إهدار الفرص السهلة، بخلاف الوداد الذي كان حاسما إذ لم يخلق سوى محاولتين فقط واستطاع من خلالهما التسجيل. بالإضافة أن الفريق انساق وراء الجمهور وبدأ يميل إلي اللعب الاستعراضي وبالتالي خالف تعليماتي، رغم ذلك حاولت توجيههم لكنني لم أستطع بسبب صوت الجمهور المرتفع. يونس بلقبايل (ط.ص).