أكد خبراء مغاربة وأجانب في اجتماع انعقد بالداخلة، أن تربية الإبل في جهة وادي الذهب لكويرة تتيح إمكانيات هائلة يتعين استثمارها عبر انخراط وثيق للمربين والمتدخلين في الأنشطة ذات الصلة. وقد خرج الخبراء بعدد من الافكار عقب مائدة مستديرة في اطار المعرض الجهوي الاول للفلاحة بوادي الذهب لكويرة، تروم تطوير مجال تربية الابل. وأبرز الخبراء سلسلة من الاجراءات التي من شأنها أن تشكل "خارطة طريق" لتطوير مختلف نواحي هذا المجال والتي تأكدت أهميتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية خلال العشريات الأخيرة وخاصة بالجهة الجنوبية. وتم التأكيد خلال هذا اللقاء الذي نشطه مدير معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، السيد محمد صديقي، على ضرورة وضع هياكل جهوية للبحث في مجال تربية الإبل بالمناطق الصحراوية، وذلك بهدف ضمان اعتماد الإجراءات التقنية الكفيلة بالمساعدة على نحو كامل وفعال في التنمية المستدامة لإنتاج الابل ودعم المربين. كما يستشف من مختلف التدخلات أن تطوير هذا المجال يتوقف على تحسين جودة التغذية للقطيع ووضع نظام للمتابعة والمراقبة الصحية وبرامج لتطوير المراعي بالاضافة الى اجراءات تساعد على تسويق مختلف منتوجات الابل. واعتبر الخبراء أنه من الضروري الاستفادة من خبرة وتجربة المربين المحليين واستثمار منتوجات الابل باعتبارها منتوجا محليا له مردوديته السوسيو اقتصادية الأكيدة. وتابع الحضور بالمناسبة عرضا قدمه المدير الجهوي للفلاحة، السيد كمال حيدان، حول وضعية تربية الابل في الجهة، والبرامج التي وضعت لتطوير هذا النشاط في إطار المخطط الجهوي للفلاحة، بالاضافة الى الاكراهات التي تطرح في هذا الميدان. وقد تميز المعرض الجهوي الاول للفلاحة بتنظيم ندوة تم خلالها، على الخصوص، تقديم تجارب ناجحة في مجال الاستثمار في منتوجات الإبل. وفي أعقاب الندوة تم التوقيع على عدد من اتفاقيات الشراكة لإحداث وحدة نموذجية لمعالجة وتعليب حليب الإبل، وتطوير منتوجات الابل وإحداث وحدة لإنتاج الحليب بالداخلة. يذكر أن تربية الابل بجهة وادي الذهب لكويرة في السنوات الاخيرة عرفت تطورا مضطردا بفضل المجهودات التي بذلت لضمان نمو فعلي للقطيع وتحسين إنتاجيته. وحسب معطيات المصالح المعنية، فان عدد الابل بلغ قرابة 26 ألف رأس بجهة وادي الذهب لكويرة، التي تستقطب، بفضل خصوصيتها الرعوية وتوفرها على العديد من نقط الماء، مربي الابل من الجهات المحاذية لها. وقد بلغ المنتوج السنوي لحليب الابل بجهة وادي الذهب لكويرة قرابة 4 ملايين لتر (مقابل 600 ألف لتر من حليب البقر)، فيما يقدر الإنتاج من اللحوم الحمراء ب2.500 طن، والإنتاج من الصوف ب5ر2 طن سنويا.