قال محمد المصباحي أستاذ الفلسفة بجامعة محمد الخامس بالرباط، إن المغرب أصبح من البلدان «الرائدة التي تشجع على الاهتمام بالفلسفة والعمل على توسيع نطاقها». وأوضح المفكر المغربي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش مشاركته في ملتقى عربي حول «الفلسفة والتنوع والتقارب بين الثقافات»، اختتم مؤخرا بالعاصمة التونسية، أن المغرب كان من بين البلدان التي سعت إلى إقرار مبادرة الاحتفال باليوم العالمي للفلسفة، التي أطلقتها منظمة اليونسكو سنة 2002 قصد دعم الفلسفة بحثا وتدريسا حتى تواصل رسالتها في إقرار التنوع الثقافي وخدمة القيم الكونية. وأبرز المصباحي، الذي ساهم في الملتقى ببحث في موضوع «الفكر العربي الحديث بين تجديد التنوير ومجاوزته»، أهمية التوسع في تدريس الفلسفة في مختلف مستويات التعليم. وعن وضعية الفلسفة في العالم العربي، أوضح المصباحي أن عدة بلدان عربية أصبحت تقدر أهمية الفلسفة وتعمل على تدريسها في مستويات مختلفة من التعليم، بهدف تكوين «عقل متوازن يحترم الحق في التفكير والنقد». وأشار إلى أنه انطلاقا من ذلك أصبح الإنتاج الفلسفي العربي يرتقي تدريجيا إلى المستوى العالمي، وإن كان هناك, في المقابل, يضيف الباحث المغربي، «نوع من التمييع للفلسفة ومحاولة استدراجها لأن تكون تاريخا للفلسفة وليس الفلسفة فقط». ويرى الباحث المغربي أن المعاهد والجامعات التقنية التي توجد بها ما أسماه ب»العقلانية التقنية والآلية، تشكل بؤرة للأصولية، لأنها عقلانية توجد في منأى عن العقلانية النقدية; أي العقلانية التنويرية». واعتبر أن إدخال الفلسفة في مختلف هذه المعاهد والجامعات العلمية من شأنه أن يجعل المهندس والتقني ورجل العلم بصفة عامة «يتشبع بالقدرة على التفكير العقلاني وعلى النقد»، معربا عن اعتقاده بأن العلم في حد ذاته «غير قادر على التفكير، وأن التفكير في معنى الوجود ومعنى الحياة هو من قبيل العقل التنويري أي الفلسفة».