الإعلام الإسباني أصبح يجسد، بسلوكه تجاه المغرب، مشكلة حقيقية لمهنة الصحافة في عالم اليوم، وبات الأمر يسائل المهنيين عبر العالم، وأيضا الضمير الاسباني. أثناء تدخله في بروكسيل خلال ندوة حول: «الصراع في الصحراء ما بين العمل الإعلامي والوقوع في الأخطاء»، قال رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية إن الضحية في كل ما قام به الإعلام الاسباني هي الحقيقة، ووصف أحد مسؤولي الفيدرالية الدولية للصحفيين، على هامش الندوة نفسها، إقدام وسائل إعلام اسبانية على نشر صور غير حقيقية بكونه خطأ فادحا... المصور الفلسطيني صاحب صورة أطفال غزة قرر، بمساندة نقابة الصحفيين الفلسطينيين، اللجوء إلى القضاء الاسباني، وقبله قامت صحيفة «الأحداث المغربية» ومصورها الذي التقط صورة جريمة سيدي مومن، وأيضا العائلة المعنية بهذه الجريمة، بنفس الخطوة.. وبدل أن ينتفض الجسم المهني في الجارة إسبانيا للتأمل في كل هذه الدناءة التي غرق فيها، ويدافع عن أخلاقيات المهنة، دخلت كل من آنا روميرو من «الموندو»، وطوماس باربو لو ماركوس من «إلباييس» على خط التفاهة، وعمدا إلى الرفع من منسوب الاستفزاز والعداء المرضي لكل ما هو مغربي... عجيب هذا الذي يحصل معكم أيها (الزملاء)... لقد كشفت الكثير من كتاباتكم عن جهل بدائي بالمغرب وبالمغاربة.. لقد تجاوز الارتباك عندكم كل معاني المبالغة، وبتتم تدورون حول أنفسكم بجنون بحثا عن... الخواء.. تنشرون معطيات كاذبة، وصورا متخيلة ومفبركة، وبيانات خيالية، وعندما تتلقون بيانات حقيقة للتصحيح ترفضون نشرها، بل وحتى عندما تتاح لكم فرصة محاورة المسؤول الأول عن الديبلوماسية المغربية، وهو ما لم يتحقق للصحفيين المغاربة، تعمدون إلى تقويله ما لم يقل، ويضطر هو الآخر إلى اللجوء إلى القضاء.. إن ما تورطتم فيه يسائلكم أنتم، ويسائل هيئاتكم التمثيلية، ويسائل مجتمعكم وسياسييكم ومثقفيكم، وعليكم أنتم أن تجدوا الأجوبة... أما «صحفية» إلموندو آنا روميرو، فحكايتها فاقت العجب ذاته، وهي تصر على أن تكون مستوطنة في العيون، وليس صحفية زائرة جاءت للقيام بمهمة مهنية محددة في الزمان، وعندما وجدت نفسها في عمق الورطة انسلت من الفندق، وولولت في العالمين بأنها مهددة في سلامتها الجسدية، وانتفض مديرها مرعوبا يطلب من حكومة بلده التدخل لحماية مرؤوسته، وفي ثنايا خوفه نسي المسكين أن يطالب أيضا بغزو عسكري اسباني للمغرب، أو بإنزال كوموندو في العيون.. أيها الناس، إن المغرب بلد مستقل وله قوانين وسيادة، ولن يقبل بترك كرامته تستباح من أي ناقص أو عديم عقل.