نساء يناقشن الاندماج الاقتصادي ويلجن عالما كان حكرا على الرجال افتتح عشية أول أمس الثلاثاء بالدار البيضاء، السوق الدولي الأول للاستثمار النسائي، الذي ينظم تحت شعار «الاندماج الاقتصادي .. أي آفاق للعالم العربي والاستثمار النسائي؟»، الذي يستمر إلى غاية 26 نونبر الجاري. وفي هذا الإطار، شددت نزهة الصقلي وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن، في افتتاح هذه التظاهرة الاقتصادية، على ضرورة مساهمة المرأة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالبلدان العربية، داعية إلى توسيع نطاق هذه المساهمة من خلال ضمان تمدرس الفتيات وحق المرأة في ولوج سوق العمل دون تمييز. كما أبرزت الوزيرة أن المساواة في المجال الاقتصادي شكلت أحد أهم اهتمامات الوزارة عند إعداد الأجندة الحكومية للمساواة، الذي يعد مخطط عمل حكومي من أجل الإنصاف والمساواة بين الجنسين للفترة 2010-2015. وفي سياق ذلك، اعتبرت الصقلي أن هذه الإصلاحات الشاملة والمهيكلة، جاءت ثمرة لإرادة سياسية قوية تم التعبير عنها على أعلى مستوى من الدولة من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ومن جهة أخرى بفضل انخراط ودينامية القوى الحية للمجتمع ومختلف الفاعلين السياسيين والجمعويين. كما استعرضت الوزيرة واقع المقاولات المغربيات، حيث قالت إن متوسط عمر النساء المقاولات يتراوح ما بين 35 و44 سنة، إذ يتوفر ثلثا المستثمرات المغربيات على شهادات تعليمية جامعية. كما أضافت أن جل المقاولات النسائية بالمغرب وعلى غرار دول منطقة «مينا»، مقاولات متوسطة وصغيرة، أو مقاولات جد صغيرة تعمل جلها في مجالات الخدمات بنسبة 37 في المائة ، والتجارة بنسبة 31 في المائة، والصناعة وبالأخص صناعة النسيج والألبسة بنسبة 21 في المائة. من جهتها، أبرزت أسماء مهيب، رئيسة الممثلية الدائمة لاتحاد المستثمرات العرب بالمغرب العربي، (الجهة المنظمة للسوق الدولي)، أن هذا الملتقى يهدف إلى تحفيز فرص الاستثمار داخل المنطقة العربية، بالإضافة إلى المساهمة في خلق اندماج اقتصادي عربي. وفي سياق ذلك، أشارت مهيب إلى أن السوق يشكل مناسبة جد هامة لخلق إطار لبلورة وإنعاش أهداف الإتحاد، إضافة إلى أنه يشكل فرصة مثلى لتبادل التجارب والخبرات والتفكير في آليات جديدة للنهوض بالاستثمار في السوق العربية. وأردفت مهيب أن هذا الملتقى، يأتي في سياق التعريف بالتطور الذي شهده المغرب على مستوى عدة مجالات، وبالتالي تمكين المشاركات من الإطلاع على النتائج المحصل عليها في هذا الإطار، خاصة تلك المتعلقة بتحفيز المرأة على الاستثمار، من خلال الآليات التشريعية والمالية المناسبة. واعتبرت مهيب أن هنالك مكتسبات حقيقية في مجال الاستثمار النسوي لا يمكن إنكارها، مشيرة إلى أن بعض المقاولات النسوية أصبحت من أهم المقاولات في العالم العربي، وتضطلع بدور ريادي في القطاعات الاقتصادية. كما شددت رئيسة الممثلية على ضرورة بناء سوق عربية كبرى لمواجهة تحديات العولمة. ومن جانبها، اعتبرت رئيسة اتحاد المستثمرات العرب، هدى جلال يس، أن تنظيم هذا الملتقى يمثل في عمقه رسالة تحفيز للمرأة العربية، لولوج عالم الاستثمار، في إطار التعاون مع الرجل، بالإضافة إلى جعلها ركيزة أساسية لانطلاقة اقتصادية، تخول لها العبور إلى بر النمو الاقتصادي والاجتماعي، تتجاوز من خلاله العقليات التقليدية، وتفتح لها المجال للتطوير والإبداع. كما استعرضت الرئيسة أهم إنجازات الاتحاد، مبرزة في نفس الوقت الدور الكبير للنساء المستثمرات في تعزيز النسيج الاقتصادي. وتطرقت هدى جلال يس، إلى البعد الاجتماعي للاستثمار، عبر محاربة الفقر والجوع في المنطقة العربية، مؤكدة في نفس السياق، أن هذا الهاجس لا يتحقق إلا عبر المشاريع التنموية، وليس الاكتفاء بالدعم المادي. وعلى نفس المنوال، تحدث منسق برنامج الأغذية «تليفود» التابع لمنظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إسماعيل أبو زيد، عن أهمية الاستثمار في المشاريع التنموية، مضيفا أن هذه المشاريع ستساهم في الحد من نسب الفقر والجوع عبر العالم. وتم خلال الجلسة الافتتاحية لهذا الملتقى تكريم نساء ورجال بذلوا جهودا حثيثة في مجال النهوض بالاستثمار المادي واللامادي. ويشكل هذا الملتقى، الذي تتواصل أشغاله، طيلة ثلاثة أيام، بتنظيم مناظرات كبرى، ومحاضرات وجلسات عامة وورشات ولقاءات عمل، (يشكل) فرصة مناسبة لإعداد استراتيجيات وسياسات قادرة على تشجيع الاستثمار النسائي وتحديد فرص الأعمال، وتحديد الشراكة بين القطاعين العام والخاص ودراسة علاقات العالم العربي مع الاتحاد الأوروبي. يشار إلى أن هذا الملتقى، سجل مشاركة أزيد من 53 دولة، بالإضافة إلى عدد من المنظمات الحكومية وغير الحكومية وثلة من الباحثين والخبراء ونساء ورجال الأعمال. السوق الدولي الأول للاستثمار النسائي يكرم فعاليات مغربية وأجنبية ساهمت في النهوض بالاستثمار كرم السوق (الملتقى) الدولي الأول للاستثمار النسائي، خلال جلسته الافتتاحية أول أمس الثلاثاء بالدار البيضاء، نساء ورجالا بذلوا جهودا حثيثة في مجال النهوض بالاستثمار المادي واللامادي بالعالم العربي. وتسلمت جائزة تكريم الاتحاد الوطني النسائي المغربي، الذي تترأسه صاحبة السمو الملكي الأميرة الجليلة للامريم، المنسقة العامة للاتحاد الشريفة للا أم كلثوم والنائبة الأولى للاتحاد ربيعة المريني وذلك تقديرا لجهود الاتحاد ومبادراته الرامية إلى تحسين أوضاع المرأة المغربية.كما تم تكريم السيدة هدى جلال يس رئيسة اتحاد المستثمرات العربيات من أجل مساهمتها الفعالة في خلق شبكات للاستثمار بالعالم العربي. ومنحت جائزة تقديرية أيضا لمنسق برنامج الأغذية «تليفود» التابع لمنظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إسماعيل أبو زيد تتويجا لجهوده في مجال العمل الإنساني. ويهدف هذا اللقاء، المنظم من قبل الممثلية الدائمة لاتحاد المستثمرات العربيات بالمملكة المغربية، إلى دراسة السبل والوسائل الممكنة للاندماج وإحداث الإطار التنفيذي لذلك.