* شاهد إسباني صرح للقضاء بأن المخابرات الاسبانية أرغمته على توريطنا * مدريد تعرضت إلى أبشع أنواع التعذيب هي قصة تستحق أن تروى، مغاربة، عملية نوفا، اعتقالات، قضاء يحقق بقيادة القاضي الشهيربالتثار غارثون، براءة واضحة، مخابرات مغربية وزوجة مضطهدة، شاب مغربي، يصر على قول الحقيقة.. تفاصيل هذه القضية.. نترك للقارئ المتمعن حرية النفاذ إليها بهذا التقديم استعرض عبد الله باعنو معاناته مع الاعتقال في اسبانيا ،حيت توبع بتهمة ارهاب ثم برئ منه بعدما قضى سنوات من التعذيب والمهانة في سجون هذا البلد الايبيري الديمقراطي، والذي يصدر إلى المغرب إعلاميين ونشطاء حقوق الإنسان يرفعون تقارير يتهمونها فيها المغرب بانتهاك حقوق الإنسان وبعدم تمكين السجناء بمحاكمات عادلة، إلى غير ذلك من الاتهامات التي تحولها أوساط اسبانية كورقة ضغط على المغرب.... موقع «آسفي اليوم» فتح صفحته لعبد الله باعنو الذي حكى بعض معاناته، ننقلها أسفله مع قليل من التصرف. ماهي الحكاية بالضبط..؟ عبد الله باعنو مواطن مغربي ابن مقاوم ومتطوع في المسيرة الخضراء ترجع أصوله إلى مدينة أبي الجعد، اختار الاغتراب ورحل إلى إسبانيا منذ 18 سنة، يستقر ويشتغل هناك كباقي المهاجرين المغاربة، يكد ويشقى من أجل لقمة العيش ودعم الوالدين، كانت أحداث تفجير قطار مدريد في 2004 المنعطف الذي سيغير الحياة السياسية في إسبانيا، سيسقط أزنار وحزبه الشعبي ويصعد زباتيرو واليسار بعدما ثبت أن انفصاليي إيتا لم يكونوا وراء التفجير، وهي الكذبة/التصريح التي سرعت بإنهاء المسار السياسي لأزنار وحكومته اليمينية. كل هذه الأحداث المتسارعة والمتلاحقة، كان لها تأثير على العرب في شبه الجزيرة الإيبرية، كلام عن القاعدة، عن بلادن وتيسير علوني آخر من رأى ملالي الطالبان وقيادات القاعدة قبل الاجتياح الأمريكي لأفغانستان.. وكلام آخر عن مغاربيين ومشارقة ينشطون في خلايا نائمة.. بعد تفجيرات مدريد مباشرة ببضعة شهور، أعلن الأمن الإسباني عن ضبطه لجماعة أصولية تنشط على امتداد التراب الإسباني وتتهيأ لتفجير محكمة مدريد التي يشتغل بها ما يقارب 980 شخصا، بقنبلة تصل حمولتها إلى 500 كيلو من المتفجرات. الاعتقالات همت أربع مدن إسبانية هي ألميريا وبلنسية ومالاقا ومدريد، ومن بين المعتقلين ستة مغاربة أسماؤهم بالتوالي.. شرف محمد من مدينة فكيك اعتقل بسويسرا الأمير المفترض للجماعة معاذ الدواس من تطوان اعتقل بمدريد. توفيق الدبدوبي من اليوسفية اعتقل بسرقسطة. مصطفى فرخاني من طنجة اعتقل بكاديس. مجيد مشماشة من الدارالبيضاء اعتقل بألميريا. عبد الله بعنو من أبي الجعد اعتقل في كورونيا. هؤلاء كانوا من بين ثلاثين متهما وجهت لهم شبهة التخطيط لعملية تفجير واسعة على مقر المحكمة الوطنية، أعلى هيأة قضائية في البلاد، حسب مصادر رسمية وإعلامية آنذاك، وتكلف القاضي الشهير غارثون بالتثار بالتحقيق في العملية التي أطلق عليها إسم نوفا. وقع كل هذا والإسبان حكومة ومجتمعا مازالوا يعيشون تداعيات مأساة 11 مارس، التي خلفت 191 قتيلا و1900 جريح. بسرعة أصبحت الخلية تسمى «شهداء المغرب» كما تناقلت وسائل الإعلام الإسبانية آنذاك، استعدادا «للحرب المقدسة»، وأن القيام بسلسلة تفجيرات يدخل في إطار «مهمة إلهية» للانتقام من الكفار ...!!! تلكم كانت بداية الحكاية.. لكن ما تبقى وما وقع، سواء في المحكمة أو السجون، نرويه على لسان عبد الله بعنو أحد المغاربة الذين عاشوا تفاصيل هذه القضية، وحصلوا على صك البراءة بعدما تبين في نهاية المطاف، أن كل هذه البهرجة وهذه السيناريوهات هي من محض خيال المخابرات الإسبانية.. كما سيظهر القضاء والحقوقيون والصحف الإسبانية أيضا.. والشاهد كارطخنا الذي سيدلي للقضاء الاسباني بأنه دفع دفعا من طرف المخابرات الاسبانية لتوريط هؤلاء. حياة السجون الإسبانية.. يعلق عبد الله،الذي يستقر اليوم بآسفي بعدما تعلق قلبه بشابة عبدية، إن الحياة كانت عادية إلى أن أوقف ذات زوال من سنة 2004 من طرف لا أوسي -وهو جهاز أمني إسباني- ومباشرة إلى قرية تيكسيرو حيث أودع في زنزانة لمدة يوم وليلة، وتزامن التوقيف مع شهر رمضان.. في اليوم الموالي نقل إلى نافاركا رينيرو، وهو سجن بمدريد، حيث تعرض إلى أبشع أنواع التعذيب، ومن هناك إلى مكتب القاضي بلتثار. يتابع عبد الله لدى مثوله أمام القاضي المذكور، أنه أخبر القاضي بالتعذيب الذي تعرض له وبالتجويع الذي لاقاه، بادرإثرها القاضي بلتثار بتمكينه ببعض الغذاء، أما التعذيب فيمكنه إقامة دعوى ضد معذبيه، لأنه ينظر فقط في قضية الإرهاب حسبه. استرسل عبد الله، بطريقة ضاحكة، سرد معاناته طيلة سنوات الاعتقال الاحتياطي بسجون البلد الجار. حكى عن سجن لاباطا، وعن السجن الانفرادي في قفص لا تحترم فيه الشروط الآدمية، في خيخون وأسترياس بسجن «فيابونا» حيث سلخ سنتين ونصف، ومنع من الزيارة، إضافة إلى معاملة تحقيرية وصلت إلى إطعامه عنوة لحم الحلوف... فالمورو لا يستحق سوى ذلك - يسترسل عبد الله في استحضار معاناته مع السجون الإسبانية وفي سجن «أوكانيا» قام بإضراب عن الطعام خمس مرات احتجاجا على سوء المعاملة وأضرب أيضا حتى عن الخروج إلى الساحة. هناك داخل السجون الاسبانية لم يجد عبدا لله من يعلمه كيفية الدفاع عن حقوقه ومراسلة الحكومة الإسبانية سوى بعض الانفصاليين من منظمة إيتا القابعين أيضا بنفس السجون التي مر منها. عندما تذكر مصطفى صانيبار وهو من مواليد الدارالبيضاء، دمعت عيناه، وتوقف عن الكلام قليلا بعد أن.. استرجع أنفاسه قال «خويا هاذ الدري مات مقتول، عذبوه في سجن سرقسطة ووجد مشنوقا في زنزانته في 2005، عافاكم نشروا هاذ الشي، ماكاينش لي دوا عليه لا في إسبانيا ولا في المغرب»... صك البراءة بعد كل هذا العذاب.. قررت المحكمة العليا بإسبانيا بعد تعميق التحقيق، الحكم ببراءة الجميع مما سمي بعملية نوفا، وبرأت المغاربة الذين قضوا سنوات من الاعتقال من أجل شبهة بعدما تبين خواء الحجج التي اعتمد عليها الأمن الإسباني، من توقيعات مزورة ورسائل مزورة هي الأخرى، وتحويلات مالية زور تاريخها هي الأخرى. لكن الحكومة الإسبانية عوض تعويض المغاربة الذين ثبتت براءتهم وتمكينهم من حقوقهم، عملت على ترحيلهم في أول طائرة متجهة إلى المغرب، وهنا تلقفتهم المخابرات المغربية. بعد توقيفهم نقلوا مباشرة إلى كوميسارية المعاريف بالدارالبيضاء -كما يورد عبد الله بعنو في شهادته- وقال في هذا الصدد: لقد تعامل معنا أفراد المخابرات بطريقة حضارية. وجهوا إلينا أسئلة روتينية، وبعد ذلك أطلقوا سراحنا، ليعود كل واحد إلى أسرته حاملا ويلات السجن والاعتقال والظلم والمستقبل المجهول الغامض الذي يلفه سيف البطالة ومرارة العيش. لماذا قرر عبد الله بعنو التحدث إلى الصحافة الوطنية.. ينهي بعنو كلامه بالقول: «أنا عندما عدت إلى المغرب، لم أكن أريد التوجه إلى وسائل الإعلام لفضح ما وقع لي، راسلت فقط وزير الخارجية من أجل التدخل لدى الحكومة الإسبانية من أجل الحصول على التعويض القانوني لاعتقال غير قانوني، ولم يجبني أحد إلى اليوم، طلبت رخصة سيارة أجرة باعتباري ابن أحد المقاومين، ، لكن عندما بدأت المخابرات تضايقني في رزقي وتعمل على طرد زوجتي من أي عمل تلتحق به، قررت الكلام، ولن أصمت حتى نستعيد حقوقنا كاملة غير منقوصة، لأنني لم أكن إرهابيا ولا انتميت طيلة حياتي لأي تنظيم، انظر إلى أنفي كما قلت للقاضي بالتثار، دخنت كل شيء، وبإمكاني أن أسرد عليك كل سيريات وأنواع الويسكي.. هذا راه الحماق».