فيّاض: سنواصل القيام بمسؤولياتنا لحماية عروبة القدس وتعزيز صمود أهلها قال الدكتور سلام فيّاض، رئيس الوزراء «أن قرارات حكومة الاحتلال المتعلّقة بالقدس، لن تُغيّر من حقيقة، أن القدسالشرقية هي أرض فلسطينية محتلة، شأنها في ذلك شأن باقي أرضنا المحتلة منذ عام 1967، وينطبق عليها قواعد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وهي لن تكون إلا عاصمة فلسطين الأبدية». وأضاف، خلال حديثه الإذاعي الأسبوعي «أن السلطة الوطنية لن تتوانى عن العمل بكل جد وعزم، للقيام بمسؤولياتها الكاملة لتعزيز صمود المدينة وتلبية إحتياجات أهلها، رغم قلّة الموارد والإمكانيات». وأوضح د. فيّاض «نحن مصمّمون على تسخير أقصى ما لدينا من إمكانيات لمواجهة المخططات الإسرائيلية، وثقتنا أكيدة بقدرة شعبنا على النجاح في حماية وجوده وحقوقه في القدس، وإصراره على الدفاع عن مقدساتها وتعزيز مكانتها الإنسانية كرمز أزلي لتعايش الحضارات والأديان والثقافات، وستظل القدس أكبر من الجميع». وكان رئيس الوزراء، أفرد حديثه الإذاعي حول المهام والمسؤوليات التي تقوم بها السلطة الوطنية تجاه أبناء الشعب الفلسطيني، لتعزيز صمودهم وثباتهم وبقائهم على أرضهم، وخاصة في مدينة القدس، التي تتعرّض لهجمة غير مسبوقة من المشروع الاستيطاني بهدف تغيير طابعها ومعالمها، والتضييق على أبناء وبنات فلسطين، بحرمانهم من الخدمات الأساسية، وغير ذلك من ممارسات الاحتلال، والإرهاب اليومي الذي يقوم به المستوطنون بحق الشعب وممتلكاته ومقدساته الإسلامية والمسيحية فيها، والسعي لنزعها من محيطها الفلسطيني، وإخراجها ليس فقط من المفاوضات بل من جغرافيا دولة فلسطين. وقال «كما تعلمون فقد أصدرت الحكومة الإسرائيلية قراراً يمنع السلطة الوطنية من القيام بفعاليات فيما تسميه (ضواحي بلدية القدس)، ومع ذلك فقد إحتفل شعبنا في ضاحية البريد بإنجاز ترميم وتأهيل مدرسة الأمة، والإعلان عن انتهاء المرحلة الأولى من تأهيل مدارس القدس، والتي اشتملت على الانتهاء من ترميم ثلاثة عشر مدرسة في مدينة القدس نفسها، وكذلك، فإن الطريق الذي كنا بصدد الالتقاء مع أهلنا في ضاحية السلام في عناتا احتفالا بتعبيدها، تم الانتهاء من تعبيدها والتقينا بأهلنا في الاحتفال المركزي الذي تم في ضاحية البريد». وأضاف د. فيّاض «كما قلت، سابقاً، لا يحق لأحد وضع فيتو على إرادة الحياة لدى شعبنا، بل وأقول لقد انتصرت إرادة الحياة على ظلم وطغيان الاحتلال». وشدّد على أنه ومن منطلق هذه المسؤولية لتعزيز صمود شعبنا وثباته وبقائه على الأرض، خاصةً في المدينة المقدسة، تم الانتهاء من ترميم وتأهيل ثلاثة عشر مدرسة في القدسالشرقية خلال فترة زمنية قياسية، حيث أستغرق العمل فيها حواليّ أربعة شهور فقط امتدت بين يوليوز وأكتوبر من العام الحالي. وقال د. فيّاض «يأتي هذا المشروع استجابة لاحتياجات المواطنين في مدينة القدس، وخاصةً في ضوء النقص الشديد في الخدمات سيما في قطاع التعليم، الذي يُعاني من نقص شديد سواء في المدارس، أو في عدد الصفوف المدرسية، الأمر الذي أدّى إلى وجود ما لا يقل عن عشرة آلاف طالب بدون مقاعد دراسية». وأشار إلى أن المشروع أخذ بعين الاعتبار جوانب التعليم المختلفة سواء المهني، أو مدارس ذوي الإحتياجات الخاصة، أو المدارس العامة والأهلية مع التركيز على تطوير البنية التحتية والمرافق وإضافة صفوف جديدة والقيام بأعمال الصيانة التي تساهم في تخفيض التكاليف الجارية، وتطوير الوضع الصحي الملائم للبيئة المدرسية. وقال د. فيّاض «أن القيادة الفلسطينية، وعلى رأسها الأخ أبو مازن، وكافة المؤسسات الوطنية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية والمؤسسات الأهلية لا يمكن أن تسمح بترك أبنائنا المقدسيين دون مدارس ودون حماية حقهم الطبيعي في التعليم والصحة والسكن وغيرها من الخدمات والحقوق الأساسية». وأضاف «كما لا يمكن أن نستمر في انتظار إسرائيل لعلّها تقوم بمسؤولياتها بصفتها القوة المحتلة والمسؤولة عن تأمين المدارس لطلابنا، وهو الأمر الذي أكدت أعوام الاحتلال الثلاثة والأربعين وما يزيد الماضية، أنها لا تريد القيام به، بل تسعى إلى عكس ذلك من خلال خلق بيئة طاردة للوجود الفلسطيني فيها». وتابع د. فيّاض «سيظل واجبنا الأول والأساسي متمثلاً في رفض ومقاومة هذه السياسة، والعمل بأقصى ما لدينا من طاقة لتعزيز صمود المواطنين في المدينة، وتوفير مقومات الحياة الكريمة لهم، وبما يضمن حماية عروبة المدينة ومكانتها كعاصمة أبدية لدولة فلسطين، وهذا ما نفعله وسنواصل القيام به رغماً عن الإحتلال وسياساته، وسنواصل العمل المنظم وبأقصى الطاقات لمساندة المؤسسات المقدسية، وتمكينها من القيام بواجباتها، وخصوصاً في قطاع التعليم، وكذلك مساندتها في إقامة وتشييد مدارس جديدة، وتطوير وتوسيع المدارس القائمة». وشدّد على أن السلطة الوطنية ستتحمل مسؤولياتها في كافة مجالات الخدمات بما في ذلك على صعيد الصحة والثقافة وقضايا الشباب والرياضة والمرأة والمساندة القانونية وغيرها من الخدمات الأساسية، وبما يساهم في حماية مكانة مدينة القدس وحقوق شعبنا فيها، والدفاع عن مقدساتها الإسلامية والمسيحية، والتصدي الفاعل لكل محاولات مصادرة عروبتها. وقال د. فيّاض «أكرر دعوتي وعبر شبكة الإذاعات المحلية إلى كافة المؤسسات الفلسطينية العاملة داخل القدس لبلورة المزيد من المبادرات الحيوية، سيما القابلة للتنفيذ السريع والكفيلة بتلبية المزيد من إحتياجات المواطنين، وفي مختلف المجالات». وختم رئيس الوزراء، حديثه الإذاعي بتوجيه الشكر إلى جميع من ساهم في إنجاز هذا المشروع الهام، وقال «أبارك لأهلنا وطلبتنا في المدينة على تحقيق هذا الإنجاز، وإني على ثقة بأن شعبنا، وهو يتسلّح بالأمل والإرادة سيحقق أهدافه التي ضحى وعانى الكثير من أجلها، فالقدس شأنها شأن سائر الأرض الفلسطينيةالمحتلة لها موعد مع الحرية.. فهذه الأرض أرضنا.. وهذا وطننا ولا وطن لنا سواه، وحتماً سينتهي الاحتلال ونقيم دولتنا، ونحتفل في قلب القدس عاصمتنا الأبدية، ولنا موعد قريب مع الحرية إن شاء الله».