يعيش رجال التعليم المرشحون لاجتياز الامتحانات المهنية بكل أصنافها معاناة تتكرر كل سنة، وذلك عندما يلتحقون بمدينة تاونات فيضطر بعضهم للمبيت ليلة واحدة بينما يضطر البعض الآخر للمبيت ليلتين متتاليتين، فبحكم بعد مقرات العمل عن المدينة، وصعوبة التنقل بين عدد من المناطق الوعرة التي تغيب عنها وسائل نقل مناسبة، وكذا عدم اهتمام المذكرة المنظمة للامتحان بهذا الجانب بحيث لم تتطرق لضرورة التساهل بخصوص تغيب المرشحين يوما قبل الامتحان ويوما بعده، فإن اجتياز المباراة في هكذا ظروف يصير أمرا مرهقا يفقد المناسبة أهميتها وكنهها الأساس. ويعد المبيت بمدينة تاونات أمرا صعبا بسبب تواجد فندقين فقط، أحدهما يتم تخصيصه لزيارات المسئولين ويعرف في غالب الأوقات شغورا يصل إلى مئة بالمئة، أما الفندق الثاني فطاقته الاستيعابية ضعيفة جدا، وأمام عدد المرشحين الذي يتجاوز الألف بكثير، فأمر الإيواء لا يمكن تغطيته ولو بعدد أكبر من الفنادق. فيلجأ رجال التعليم إلى المبيت عند الأصدقاء أو الاستغاثة بمقرات نقابية أو جمعوية تنعدم بها ظروف الإيواء، بل منها ما لا يتوفر على الماء والكهرباء، ويلجأ العديد منهم إلى المبيت داخل سيارته وكأنه عابر سبيل. وتضاف إلى معضلة المبيت إشكاليات التنقل التي لا تغطيها سيارات الأجرة المتوفرة، كما تضاف مشاكل التغذية لصغر المدينة وعدم توفرها على المرافق الضرورية لاستقبال عدد مماثل من الوزارة خلال يومين أو أكثر. وعليه فنيابة التربية الوطنية بالمدينة مطالبة بتدبير أمر الإيواء وفق الأعداد المتوقعة من المرشحين بتوفير داخليات مناسبة للمبيت، أو بالتفكير في تخصيص مراكز أخرى لاجتياز الامتحان وفق تقسيم مقاطعات التفتيش حتى يتم تخفيف الأعباء التي تثقل كاهل رجال ونساء التعليم، ليصبح للمباراة طابعها التنافسي وفق شروط مهنية مناسبة.