نظم نادي الصحافة بالمغرب مؤخرا بالرباط، لقاء أدبيا حول الديوان المشترك «حماقات السلمون» للشاعرين محمد بلمو وعبد العاطي جميل. وتميز هذا اللقاء بقراءة قصائد شعرية منتقاة من هذا الديوان، الذي صدر سنة 2007 عن المطبعة والوراقة الوطنية الداوديات بمراكش. وعن هذا الديوان يقول الناقد محمد تنفو في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش هذا اللقاء، إنه عمل يتميز ب»جمالية خاصة» من منطلق أنه ديوان يصدر عن «تجربة رصينة». وأضاف الناقد تنفو، الذي أنجز دراسة عن هذا الديوان تحمل عنوان «حماقات السلمون: كتابة العصيان ولواء الجنون»، أن تجربة الشاعر محمد بلمو تختلف نسبيا عن تجربة عبد العاطي جميل. وعن دراسته حول هذا الديوان التي صدرت عن دار كيوان للطباعة والنشر والتوزيع بدمشق، يقول الناقد إنها أتت نتيجة تراكم لاستنتاجات حاولت ملامسة التجربتين، مضيفا أن مفردة «حماقات»، ترتبط بتجربة الشاعر محمد بلمو، بينما ترتبط مفردة «السلمون» بتجربة عبد العاطي جميل. وأوضح الناقد أن عبد العاطي جميل يراهن على «الكتابة ضد التيار»، فهو لا يسمي شعره قصيدا بل «مسودات»، مؤمنا بأن كتاباته هي دائما في إطار التجريب المستمر باحثا عن القصيدة الكاملة والمتكاملة، فعبد العاطي جميل «كما السلمون يسبح ضد الكائنات التي تشبهه ويخوض معركة ضدها فالماء المالح ذكوري بامتياز والحلو أنثوي بامتياز». أما محمد بلمو، حسب الناقد، فيراهن «على رفع لواء الجنون»، وغالبا ما تترد مفردة «الجنون» في حماقات السلمون، وبالتالي فهو يؤمن بأن «الكائن الشعري كائن مجنون وممسوس يحيى داخل مجتمع ينضح مفارقات غريبة ويرشح بظواهر تحتاج الى الاهتمام والوقوف عندها». من جانبه قال الشاعر محمد بلمو، أن الديوان يتناول العديد من القضايا الإنسانية ك»الفقر وقضايا فلسطين والعراق» وكل الهموم التي تشغل بال الشاعر والتي يجد فيها «اهتماما وأرقا ليتحدث عنها»، هذا بالإضافة إلى الهموم الذاتية. ويحمل الديوان قصائد لبلمو من قبيل «حماقة»، و»أسئلة بلا معنى»، و»نص الأفعال»، و»إلى العزيز سيزيف»، و»حريك مضاد». ومن عناوين قصائد عبد العاطي جميل «ديوان أقفر»، «سلمون»، و»مسودات»، و»فانوس البهاء». وعن هذه التجربة كتب الناقد عبد الجليل الأزدي على صدر الديوان « شاع العمل الثنائي أو بالأحرى المشترك عند الكثير من الفاعلين في الحقل الثقافي: الأخوان كونكور، شاتريان وإركمان، لوريل وهاردي، عبد الرحمان منيف وجبرا إبراهيم جبرا، بورديو وباسرون، عبد العاطي جميل ومحمد بلمو». وقال إن «في مثل هذا الصنيع تنتفي القواعد والصيغ العامة، مثلما تتزايل عمومية الشعار المطالب بسقوط الواحد، لينتصر الطموح إلى ممارسة المتعدد، وضمن هذا التعدد لا يظل جميل وبلمو مجرد شاعرين حقيقيين، وغنما يصيران قبائل وعصابات الشعراء، إذ يحيل كل منهما على أناس مختلفين، وداخل المابين الإثنين تترامى أمداء بحار الشعر، غير أنها تزداد تعميرا بالسلمون المشاكس وحماقاته الجميلة.»