تحتفي الدورة الثانية من «اللقاءات السينمائية حول الأفلام المغاربية» التي تقام في باريس اعتبارا من الخامس من نوفمبر الحالي، بالسينما المغربية، وفق ما أفاد المنظمون. وقال مدير المهرجان الناقد الجزائري مولود ميمون، في تونس حيث حضر فعاليات أيام قرطاج السينمائية أن التظاهرة تكرم هذا العام السينما في المغرب «البلد الأكثر إنتاجا سينمائيا في المنطقة المغاربية». وأوضح أن «15 فيلما طويلا رأى النور العام 2009 في هذا البلد في حين نلاحظ تباطؤا في هذا المجال لاسيما في ليبيا وموريتانيا» داعيا إلى ضرورة اعتماد «خطة مارشال» للنهوض بهذا القطاع الذي يشكو كذلك مشاكل أخرى لا سيما القرصنة وغياب قاعات العرض. وسيتيح المهرجان، مشاهدة 60 فيلما طويلا وقصيرا من النوع الروائي والتسجيلي من تونس والمغرب والجزائر لم يسبق عرضها في الصالات الفرنسية. وخلال الافتتاح مساء الجمعة ،سيعرض فيلم «الجامع» لداود أولاد السيد، الذي فاز بالتانيت البرونزي و»جائزة الإنتاج» للغرفة الوطنية لمنتجي الأفلام في تونس خلال الدورة الثالثة والعشرين لأيام قرطاج السينمائية التي أسدل الستار عليها الأحد الماضي وذلك «لما اتسم به من شجاعة وبعد إنساني». ويروي الفيلم معاناة فلاح بسيط في استرجاع أرضه التي أجرها لفريق تصوير فيلم سينمائي أجنبي بغرض بناء ديكور جامع فوقها، فحوله أهل القرية إلى مسجد حقيقي ورفضوا هدمه، فانتهى الأمر به إلى الرحيل تاركا وراءه ماضيه وحاضره. وتختتم اللقاءات بفيلم «شقوق»، ثاني أفلام المخرج المغربي الشاب هشام عيوش، الذي يتناول بقوة واقع المهمشين في أزقة مدينة طنجة وشوارعها، من خلال رجلين وامرأة يبحثون عن ذاتهم، وهم عبد السلام، الذي يغادر السجن ويجد نفسه مجبرا على بدء حياته من الصفر، وصديقه نور الدين، المهندس المعماري، مدمن الكحول ومارسيلا، الفنانة التشكيلية صاحبة الأطوار الغريبة. ومن المتوقع أن يعرض هذان الفيلمان في الصلات الفرنسية لاحقا، وهو احد أهداف هذا المهرجان الذي اقبل على دورته الأولى قبل عامين نحو أربعة ألاف متفرج، حسبما ما قال ميمون ، مؤكدا أهمية «هذه اللقاءات على خلفية ما شاهده من فراغ اثر إلغاء معهد العالم العربي لتظاهرة مماثلة» قبل عامين. ويفتح المنظمون خلال الدورة الجديدة نافذة على المدارس السينمائية في المغرب كما تقام طاولة مستديرة حول «التجربة السينمائية المغربية من 1970 إلى اليوم».